عاجل

محلل أمريكي: قمة ترامب وبوتين رمزية منحت بوتين شرعية دبلوماسية دون نتائج حاسمة

ماك شرقاوي
ماك شرقاوي

وصف الدكتور ماك شرقاوي، المحلل السياسي الأمريكي، في تصريح خاص لـ"نيوز رووم"،أن القمة التي جمعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنها "قمة رمزية تحمل رسائل سياسية عميقة"، لكنها لم تثمر عن نتائج حاسمة بشأن الحرب في أوكرانيا أو مستقبل العلاقات بين البلدين.

ويقول شرقاوي، إن اللقاء حمل طابعًا رمزيًا قويًا، بدءًا من المراسم الرسمية إلى الاستقبال العسكري، ما يشير إلى محاولة روسيا التأكيد على عودتها إلى الساحة الدولية بعد سنوات من العزلة الغربية.مضيفاً "كان من الواضح أن القمة خُطط لها لتبدو وكأنها لحظة استعادة للشرعية الدولية لبوتين، خاصة في ظل مذكرة الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحقه، والمتعلقة بترحيل عشرين ألف طفل من أوكرانيا إلى روسيا."

انتصار دبلوماسي

وأضاف أن مجرد خروج بوتين من روسيا ولقائه رئيسًا أمريكيًا دون تبعات فورية يُعد بمثابة انتصار دبلوماسي مهم له، سواء على المستوى الخارجي أو أمام الرأي العام الروسي.

 لا اتفاقات… ولكن ذوبان للجليد

رغم وصف كل من ترامب وبوتين الاجتماع بأنه "مثمر"، يشير شرقاوي إلى أن القمة لم تسفر عن أي اتفاقيات ملموسة، لا فيما يتعلق بوقف إطلاق النار، ولا بتحديد خارطة طريق لحل الأزمة الأوكرانية. "ما جرى ليس قمة لحسم الملفات، بل قمة لذوبان الجليد. مجرد الجلوس والتفاهم على استمرار الحوار هو ما يمكن اعتباره إنجازًا في حد ذاته"، بحسب تعبير شرقاوي.

وأوضح أن بوتين بدا أكثر تحكمًا في إدارة القمة، وقدّم نفسه كندّ دبلوماسي لواشنطن، مع محاولة لفرض رؤيته دون تقديم تنازلات واضحة.

 ترامب يربط الانفتاح بإنهاء الحرب

في المقابل، يرى شرقاوي أن ترامب حاول استثمار القمة سياسيًا، من خلال إظهار قدرته على فتح قنوات للحوار مع خصوم الولايات المتحدة، لكنه في الوقت ذاته ربط أي تعاون اقتصادي مع روسيا بإنهاء العمليات العسكرية في أوكرانيا.

وأضاف شرقاوي؛ "ترامب أوضح أنه لن يستأنف العلاقات التجارية مع موسكو ما لم يتم التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، ولوّح بإمكانية فرض عقوبات مشددة إذا لم يحدث ذلك."

 مكاسب رمزية روسية

يرى شرقاوي أن بوتين هو الرابح الأكبر من هذه القمة، حيث حصل على:

  • استعادة صورته كزعيم شرعي غير معزول
  • دعوة ترامب رسميًا لزيارة موسكو
  • تقديم نفسه كطرف متكافئ في التفاوض
  • تجنب الإحراج الدولي بشأن مذكرة المحكمة الجنائية

وأكد شرقاوي، أن ترامب منح بوتين فرصة ذهبية لتلميع صورته دوليًا، دون أن يحصل في المقابل على أي تنازل حقيقي في الملف الأوكراني. 

وحول احتمالية تغيّر العلاقات الروسية الأمريكية بعد هذه القمة، أكد شرقاوي أن الأفق لا يزال غامضًا، وأن أي تحرك فعلي مرتبط بوقف الحرب والدخول في مفاوضات جدية. مؤكداً؛ "القمة فتحت باب المفاوضات، لكنها لم تضع أي أسس لحل دائم. كل ما حدث هو تليين للمواقف وتفاهم على أهمية استمرار الحوار، دون ضمانات."

واختتم الدكتور ماك شرقاوي تصريحه، بالتأكيد على أن القمة كانت محطة رمزية مهمة لبوتين أكثر منها لترامب، وأن استمرار المفاوضات مرهون بتغير حقيقي في الميدان الأوكراني. بوتين خرج أقوى، وترامب أراد أن يُظهر أنه رجل الصفقات حتى في أصعب الملفات. لكن بدون نتائج ملموسة، تظل هذه القمة مجرد بداية لمسار تفاوضي طويل قد لا يُثمر قريبًا.

تم نسخ الرابط