عاجل

باب الرحمة مفتوح.. دار الإفتاء توضح شروط التوبة من الكبائر

شروط التوبة من الكبائر
شروط التوبة من الكبائر

أكدت دار الإفتاء المصرية أن التوبة الصادقة هي السبيل الأمثل لمغفرة الكبائر والرجوع إلى الله تعالى، مشددةً على أن رحمة الله واسعة تشمل جميع الذنوب مهما عظمت، ما دام العبد قد تاب توبةً نصوحًا مستوفية لشروطها.

وأوضحت الدار، ردًّا على سؤال ورد إليها حول رجل ارتكب في شبابه عددًا من الكبائر مثل الزنا وشرب الخمر والقمار وأكل أموال الناس بالباطل، ولا يستطيع رد الحقوق لأصحابها، أن الواجب على المسلم في مثل هذه الحالة هو التوبة الخالصة وعدم المجاهرة بالمعصية التي سترها الله عليه.

وبيَّنت أن التوبة تتحقق بالندم الشديد على ما مضى، والإقلاع الفوري عن المعصية، والعزم الصادق على عدم العودة إليها مرة أخرى، مع الإكثار من الاستغفار، وقراءة القرآن الكريم، وأداء الصلوات، والإكثار من أعمال الخير والبر؛ اقتداءً بقوله تعالى: ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [الفرقان: 70].

واستشهدت دار الإفتاء بقول الله تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا﴾ [الزمر: 53]، مؤكدة أن النصوص الشرعية جاءت واضحة في الحث على المسارعة إلى التوبة وعدم اليأس من مغفرة الله.

كما أوضحت أن الأعمال الصالحة من صدقةٍ وصومٍ وصلة رحمٍ وإحسانٍ للناس تعد وسائل عملية لمحو الخطايا ورفع الدرجات؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن».

وختمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على أن الله سبحانه وتعالى يحب التوابين ويحب المتطهرين، وهو غافر الذنب وقابل التوب، داعيةً كل من وقع في معصية أو كبيرة إلى عدم التأخر في التوبة، والإكثار من عمل الخير، رجاءً في رحمة الله ورضوانه.

التوبة تُقبل ما دام الإنسان حيًّا

قال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، ردًا على سؤال مرام علي من دمياط حول ما إذا كان الله يغفر الذنوب حتى لو كرر الإنسان العودة إليها، إن الناس في النظر إلى الذنوب نوعان: من بلغ سن التكليف وكان عاقلًا، فهذا تُكتب له الحسنات والسيئات، ومن لم يبلغ أو فقد عقله فلا تُكتب عليه الذنوب وتُكتب له الحسنات.


وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حوار مع الإعلامية زينب سعد الدين، ببرنامج "فتاوى الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن من ارتكب ذنبًا فعليه أن يتوب ويستغفر، وإذا عاد للذنب فعليه أن يجدد التوبة والاستغفار، مؤكدًا أنه لا يأس من رحمة الله، وأن المهم أن يلقى الإنسان ربَّه وهو على توبة.

وحذر من الاستهانة بالأمر باعتبار أن التوبة متاحة في أي وقت، إذ لا يضمن الإنسان أن يُمهل، مشيرًا إلى قوله تعالى: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا"، وأن التوبة تُقبل ما دام الإنسان حيًّا ولم تبلغ روحه الحلقوم، أما عند لحظة الموت فلا تنفع التوبة كما حدث مع فرعون.

 

تم نسخ الرابط