وجها لوجه في قمة ألاسكا.. من هم مرافقوا ترامب وبوتين؟

في لقاء يعد من أكثر القمم إثارة للجدل منذ سنوات، يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، في ألاسكا، وسط اهتمام عالمي وترقب لمخرجات هذا اللقاء المباشر.
ووفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية، فإن الوفدين المرافقين للرئيسين يضمان أسماء بارزة من قلب السلطة في كلا البلدين، في إشارة إلى أن القمة تتجاوز الأبعاد الرمزية، وقد تفضي إلى تفاهمات استراتيجية على أكثر من صعيد.
وفد بوتين: بين الحرس القديم والتكنوقراط الجدد
اصطحب الرئيس الروسي بوتين معه مجموعة من الشخصيات التي تعكس توازنًا دقيقًا بين النفوذ السياسي والمالي والدبلوماسي، وبعضها يمثّل صقور الكرملين المعروفة، والبعض الآخر يشير إلى تحولات استراتيجية جديدة، وهم
- سيرجي لافروف وزير الخارجية الدبلوماسي المخضرم لا يزال أحد أكثر الوجوه ثباتًا في السياسة الخارجية الروسية منذ أكثر من عقدين، وكان حاضرًا في جميع محطات التوتر الغربي الروسي.
- يوري أوشاكوف مستشار السياسة الخارجية بخبرة طويلة في واشنطن وسجل دبلوماسي متماسك، يمثل أوشاكوف (78 عامًا) ذاكرة الكرملين الخارجية، وذراع بوتين الموثوق خلف الكواليس.
- أندريه بيلوسوف وزير الدفاع، وهو الخبير الاقتصادي السابق الذي أصبح قائدًا لمنظومة الدفاع الروسية، جاء إلى المنصب في لحظة حساسة، في محاولة للجمع بين السيطرة المالية وتسريع التوجه نحو اقتصاد حربي فعال.
- كيريل دميترييف رئيس صندوق الاستثمار المباشر الشخصية الصاعدة تمثل جسرًا محتملاً بين موسكو والدوائر التجارية الأمريكية، بفضل خلفيته التعليمية في ستانفورد وهارفارد، وعلاقاته في وول ستريت.
- أنطون سيلوانوف وزير المالية ومهندس سياسة "التحصين الاقتصادي"، الذي يحضر القمة بهدف الضغط نحو رفع العقوبات الغربية، مع التركيز على إظهار صمود الاقتصاد الروسي رغم العزلة.
وفد ترامب: ولاء قديم، ونظرة تجارية حادة
أما على الجانب الأمريكي، فقد اختار ترامب أن يُحيط نفسه بمجموعة تضم أوفى رجاله ومجموعة من رجال المال والدبلوماسية، حيث يبرز التوجه التجاري إلى جانب الطابع الأمني.
- ماركو روبيو وزير الخارجية، من معارض إلى حليف، فبات السيناتور السابق يشغل دورًا محوريًا، ويجمع بين السياسة الخارجية ومهام الأمن القومي، في تكرار لدور كيسنجر التاريخي.
- جون راتكليف مدير وكالة الاستخبارات المركزية بخلفيته التشريعية وعلاقته الوطيدة بترامب، يقدم راتكليف (59 عامًا) موقفًا محسوبًا تجاه أوكرانيا، يتراوح بين الواقعية والضغط التكتيكي.
- ستيف ويتكوف المبعوث الخاص لأوكرانيا والشرق الأوسط، والذي هو رجل ترامب القديم في قطاع العقارات، بات وجهه التفاوضي غير الرسمي، رغم الجدل حول تقاربه العلني مع الطروحات الروسية.
- سكوت بيسنت وزير الخزانة الملياردير المحافظ (62 عامًا)، الذي أدار سابقًا استثمارات جورج سوروس، يُعد من أكثر الأصوات تأثيرًا في إعادة صياغة نهج ترامب الاقتصادي تجاه العالم.
- هوارد لوتنيك وزير التجارة بخلفية مالية عميقة لا تتضمن خبرة حكومية، يحضر لوتنيك القمة كمفاوض صريح وواثق، واضعًا على الطاولة مصالح وول ستريت والصفقات الكبرى.
وإلى جانب هذه الأسماء، يضم الوفد الأمريكي 11 شخصية أخرى، منها سوزي وايلز، رئيسة موظفي البيت الأبيض، والمتحدثة الإعلامية كارولين ليفيت، مما يعكس طابعًا إعلاميًا مدروسًا للقمة.
قمة بحسابات معقدة
ورغم العدد الكبير من المرافقين، تشير تقارير الصحافة الغربية إلى أن جوهر القمة يتمحور في لقاء ثنائي مغلق بين بوتين وترامب، وهو ما يثير تساؤلات حول الشفافية والمخرجات المحتملة.
ويؤكد مراقبون أن لقاءً بهذا المستوى، في ظل غياب خبراء تقليديين في الشأن الروسي داخل البيت الأبيض، قد يحمل مخاطرة سياسية واضحة.
وبينما تسعى موسكو إلى عرض حوافز مالية وعقارية مغرية في القطب الشمالي، تعمل واشنطن على تقليص التوتر مع الحفاظ على مظهر القوة، في مشهد تختلط فيه الجغرافيا السياسية بلغة المال والنفوذ الشخصي.