عاجل

باحث فلسطيني: تهديد نعيم قاسم لبيروت تحول خطير في خطاب حزب الله |خاص

الباحث الفلسطيني
الباحث الفلسطيني الدكتور سعيد أبو رحمة

قال الدكتور سعيد محمد أبو رحمة المحلل السياسي الفلسطيني من غزة، إن تصريحات الشيخ نعيم قاسم الأمين العام لحزب الله، والتي حذر فيها من أنه "لا حياة في بيروت إذا حاولت الحكومة نزع سلاح الحزب"، تُمثّل تحوّلًا خطيرًا في خطاب الحزب، وتُنذر بمخاطر جسيمة على الاستقرار الداخلي في لبنان.

وأكد الدكتور سعيد أبو رحمة في تصريح خاص لموقع نيوز رووم أن الطابع التحذيري الحاد الذي حملته هذه التصريحات، يعكس مرحلة جديدة من التصلب في موقف حزب الله، مشيرًا إلى أن مضمون الرسالة واضح: "السلاح لم يعد فقط خطًا أحمر، بل أصبح وسيلة لفرض الإرادة، حتى ضد الدولة اللبنانية نفسها"، وهو ما يشكّل تقويضًا مباشرًا لمبدأ سيادة الدولة.

وأضاف أبو رحمة أن الحزب بات في خطابه يتخلى تدريجيًا عن مشروع المقاومة الوطنية الشاملة، ويتجه نحو حماية مكتسبات السلطة والنفوذ، موضحًا أن التحوّل الجاري يأخذ منطق المقاومة من مواجهة إسرائيل إلى مواجهة الداخل اللبناني، مما يضع الدولة أمام تحدٍ وجودي.

وأشار الدكتور أبو رحمة إلى أن هذه التصريحات جاءت في توقيت حساس، مع تصاعد الدعوات الدولية لتطبيق القرار 1559 ونزع سلاح الميليشيات، موضحًا أن قاسم وجّه رسالة صريحة بأن أي محاولة لتنفيذ هذا القرار قد تؤدي إلى صراع داخلي مفتوح.

أبعاد التهديد

وأوضح أبو رحمة أن أبعاد التهديد واضحة وتشمل على النحو التالي:

  • استخدام السلاح كأداة لتحكّم الحزب بمسار السياسة اللبنانية، وعرقلة كل جهد للإصلاح أو إعادة التوازن.
  • توجيه إنذار مبكر للقوى السياسية، لثنيها عن السير خلف المطالب الدولية المتعلقة بنزع السلاح.
  • اللهجة التصعيدية في الخطاب تشير إلى قلق داخل الحزب من تبدلات في البيئة الداخلية والخارجية، خاصة مع تراجع شعبيته في بعض الأوساط اللبنانية.

السيناريوهات المحتملة

وحول السيناريوهات المحتملة، قال أبو رحمة إن أي محاولة جادة من قبل الحكومة لمواجهة سلاح الحزب، قد تؤدي إلى تصعيد أمني محدود أو رسائل ضغط ميدانية، معتبرًا أن تصريحات نعيم قاسم تعمّق الشرخ بين القوى السيادية وتلك المتحالفة مع حزب الله.

كما حذر من أن استمرار الحزب في استخدام لغة التهديد ضد الدولة، قد يفتح الباب واسعًا أمام دعوات تدويل الملف اللبناني، ووضع مسألة السلاح تحت رقابة دولية، مشددًا على أن الرهان على الوقت لم يعد كافيًا.

وختم الدكتور سعيد محمد أبو رحمة تصريحه بالقول إن تصريحات قاسم تمثل منعطفًا حاسمًا في الخطاب السياسي لحزب الله، وتكشف عمق الأزمة التي يعيشها في ظل تزايد الضغوط الداخلية والخارجية لإعادة الاعتبار لمفهوم الدولة، معتبرًا أن الخيار المطروح اليوم لم يعد بين السلم والحرب فقط، بل بين دولة موحدة ذات سيادة، أو مشروع موازٍ يُبقي لبنان رهينة لسلاح غير شرعي.

تم نسخ الرابط