عاجل

الهند ترفض استئناف معاهدة نهر السند مع باكستان: «الماء والدم لن يجريان معًا»

ناريندرا مودي رئيس
ناريندرا مودي رئيس وزراء الهند - أرشيفية

أكد رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي، اليوم (الجمعة) أن بلاده لن تتسامع مع الابتزاز النووي، في إشارة إلى تهديدات الجارة الباكستانية الأخيرة، في أعقاب تعليق نيودلهي معاهدة مياه السند.

الهند تعارض تقاسم المياه مع باكستان

وقال مودي إن بلاده لم تعد موافقة على هذه المعاهدة، مضيفًا: “الماء والدم لا يمكن أن يجريا معًا”، معارضًا فكرة تقاسم المياه التي تعود ملكيتها للهند مع باكستان التي اندلعت بينهم مناوشات عسكرية في الفترة الماضية هي الأعنف بينهم منذ استقلالهم عن الامبراطورية البريطانية.

ووقعت معاهدة مياه السند بين الهند وباكستان عام 1960، لتحديد آلية لتقاسم مياه نهر السند وروافده، وقد تم تعليق بها منذ أبريل الماضي إثر وقوع هجوم مسلح في كشمير أسفر عن سقوط 25 سائحًا وإصابة أكثر من 20، وأدى لاندلاع النزاع المسلح الأخير بين البلدين في مايو الماضي.

وتابع رئيس وزراء الهند من الحصن الأحمر التاريخي خلال احتفال بلاده بعيد الاستقلال الـ 78: “معاهدة مياه السند كانت ظلماً لشعب الهند، أنهار الهند كانت تروي أرض العدو (باكستان) بينما حُرم مزارعونا من المياه، الآن حق الهند في حصتها من المياه يخص الهند ومزارعيها فقط، والتنازل عن مصالح المزارعين والمصالح الوطنية أمر غير مقبول لنا، لن يحدث ذلك بعد الآن”.

وكانت باكستان، التي عارضت قرار تعليق المعاهدة، حثّت مؤخرًا الهند على استئناف العمل الطبيعي بها، كما هدد قائد الجيش الباكستاني عاصم منير، بتدمير أي بنية تحتية تبنيها الهند على قنوات مياه السند إذا منعت تدفق المياه إلى باكستان.

وقال منير خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة: “باكستان لا تعاني من نقص في الصواريخ"، وهو ما اعتبرته نيودلهي تهديداً صريحًا لمصالحها.

والأربعاء، أعلنت باكستان عزمها إنشاء قوة صاروخية جديدة في الجيش للإشراف على القدرات القتالية في صراع بأسلحة تقليدية، في خطوة تهدف لمجاراة قدرات الهند.

وردّ رئيس الوزراء الهندي على ما نظر إليه على أنه "تهديد نووي"، قائلاً إن الهند "لم تعد قابلة للابتزاز"، كما حذر قائلاً: "الهند لن تتسامح بعد الآن مع الابتزاز النووي، إذا تجرأ العدو على ارتكاب أي مغامرة أخرى، فستوجه له القوات المسلحة الهندية الرد المناسب، لقد قررت الهند أن الدم والماء لن يجريا معاً".

"الاعتماد على النفس"

وفي الخطاب نفسه، قال مودي إن مساعي بلاده للاعتماد على نفسها لا تقتصر فقط على التجارة أو العملات الأجنبية، وذلك في وقت تكافح فيه نيودلهي للتعامل مع الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على سلعها.

وأضاف أن الهند "لا يمكن إيقافها"، وأن الوقت قد حان لكي تثبت البلاد جدارتها في الأسواق العالمية من خلال المنتجات ذات الجودة العالية.

وفي خطابه للأمة بمناسبة يوم الاستقلال، أكد مودي أن الهند لن تساوم على مصالح المزارعين ولن تقبل بأي سياسات تضر بهم.

وجاءت تصريحاته وسط تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة والهند، على خلفية رفع واشنطن الرسوم الجمركية على السلع الهندية إلى 50%، بسبب مشتريان نيودلهي من النفط الروسي.

وقال رئيس الوزراء الهندي: "هذا هو الوقت لصنع التاريخ، علينا أن نسيطر على سوق العالم. علينا خفض تكاليف الإنتاج، لقد حان الوقت لإثبات جدارتنا في الأسواق العالمية من خلال منتجات عالية الجودة".

وأضاف: "سعر أقل، جودة أعلى يجب أن تكون شعارنا، الأنانية الاقتصادية في تزايد، لا تقلقوا بشأن الدول الأخرى، لقد حان الوقت للمضي قدماً وتحقيق أهدافنا"، مشددًا على دعم منتجات "صُنع في الهند" ضمن الحملة الوطنية التي تتبناها الحكومة المركزية.

وأضاف مودي أن على الهند "توسيع آفاقها والعالم سيلتفت إلى تقدمها"، وتابع: "يجب أن نشق طريقنا بأنفسنا. لقد أزلنا الإجراءات غير الضرورية. الهند لا يمكن إيقافها وهذه فرصة للحلم الكبير".

كما أكد أن حكومته لن تتسامح مع أي سياسات معادية للمزارعين، وقال: "مودي سيقف كالجدار من أجل المزارعين. لن أتخلى عن مزارعيّ. المزارعون يساهمون كثيراً في اقتصادنا، وجعلوا الهند في صدارة الدول المنتجة لعدة سلع".

وكان مسؤولون هنديون قالوا في وقت سابق إن نيودلهي لم ترضخ للضغط الأميركي في محادثات التجارة من أجل منح واشنطن مزيداً من الوصول إلى قطاعات الزراعة والألبان في البلاد.

وفي السادس من أغسطس، صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب هجومه الجمركي على الهند بفرض رسوم إضافية بنسبة 25%، ثم ضاعفها لاحقاً إلى 50% على السلع الهندية، بسبب استمرار نيودلهي في استيراد النفط الروسي.

وأدانت الهند هذه الخطوة ووصفتها بأنها "غير عادلة، وغير مبررة، وغير معقولة"، محذّرة من تأثيرها السلبي على قطاعات مثل النسيج، والمأكولات البحرية، وصادرات الجلود. وفي الخميس، قال رئيس الوزراء ناريندرا مودي إن نيودلهي لن تتراجع أمام الضغوط الاقتصادية.

تم نسخ الرابط