مصر تواصل جهودها في مفاوضات غزة وسط ترقب عالمي لقمة «ألاسكا» |فيديو

سلط برنامج "منتصف النهار"، الذي تقدمه الإعلامية نهى درويش، عبر قناة القاهرة الإخبارية، الضوء على محاور سياسية بارزة تشغل الساحة الدولية، بدءاً من الدور المصري في مفاوضات غزة، مروراً بالترقب لنتائج قمة ألاسكا بين الولايات المتحدة وروسيا، وصولاً إلى التوتر المتصاعد بين أوروبا وإيران.

وساطة مصرية وصفقة شاملة 

وأكدت الإعلامية نهى درويش أن غزة، بعد 56 يوماً فقط من الآن، ستكمل عامين من العدوان والحصار والمعاناة الإنسانية المستمرة في ظل ممارسات إسرائيلية قاسية، مشيرًا إلى أن مصر لم تتخل يوماً عن دعم الشعب الفلسطيني، سواء من الناحية الإنسانية أو السياسية، التزاماً منها بموقفها الثابت ومسؤوليتها التاريخية تجاه القضية الفلسطينية، حيث لطالما لعبت دور الحارس الأول لهذه القضية العادلة.

وأوضحت نهى درويش أن القاهرة تعمل حالياً على محاولة جديدة للتوصل إلى صفقة شاملة تنهي العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر، وذلك عبر استضافة وفد من حركة حماس على أراضيها، في إطار جهود الوساطة التي عُرفت بها مصر عبر العقود، هذه التحركات تأتي في وقت تتزايد فيه المطالب الدولية بضرورة إنهاء الحصار وتخفيف معاناة المدنيين، بما يتماشى مع قرارات الشرعية الدولية.

تداعيات الحرب الأوكرانية

وانتقلت نهى درويش من ملف غزة إلى ملف الحرب الأوكرانية، مشيرة إلى أن الأنظار تتجه إلى قمة تاريخية في ألاسكا تجمع الرئيسين الأمريكي والروسي، في محاولة لحسم مسار الحرب الدائرة في أوكرانيا، وتأتي هذه القمة وسط تحذيرات واضحة لروسيا من مغبة استمرار الحرب على كييف، مع ضغوط متزايدة للتوصل إلى حل سياسي يضع حداً للصراع الذي أرهق المنطقة والعالم اقتصادياً وسياسياً.

كما لفتت نهى درويش إلى تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول لقاء محتمل بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وهو ما قد يشكل تحولاً مهماً إذا ما تم الترتيب له في الفترة المقبلة.

أوروبا وإيران .. توتر متصاعد

ومن أجواء ألاسكا إلى الساحة الإيرانية الأوروبية، حيث أشارت نهى درويش إلى أن الترويكا الأوروبية، المكونة من فرنسا وألمانيا وبريطانيا، هددت بفرض عقوبات جديدة على طهران إذا لم تعد سريعاً إلى طاولة المفاوضات بشأن ملفها النووي. ويأتي هذا التحذير في وقت يتزايد فيه القلق الغربي من النشاطات النووية الإيرانية ورفضها الالتزام الكامل باتفاق 2015.

وأضافت نهى درويش أن هذه التهديدات الأوروبية تمثل فصلاً جديداً من الصراع المستمر بين إيران والدول الغربية، والذي يشهد بين الحين والآخر محاولات لاحتواء الخلافات، لكنها غالباً ما تصطدم بجدار التعقيدات السياسية والاستراتيجية.

تشابك الملفات الدولية 

تجمع هذه الملفات الثلاثة غزة، أوكرانيا، وإيران خيطاً مشتركاً يتمثل في تعقيد المشهد السياسي العالمي وتشابك المصالح بين القوى الكبرى، ففي الوقت الذي تسعى فيه مصر إلى تثبيت دورها كوسيط إقليمي موثوق لحل النزاعات في الشرق الأوسط، تتصارع القوى الدولية على رسم ملامح النظام العالمي الجديد من خلال التفاوض والضغط المتبادل.

وترى تحليلات سياسية أن التزامن بين هذه الملفات يضع المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي لمدى قدرته على معالجة الأزمات المتعددة في وقت واحد، خاصة وأن كل ملف منها يحمل في طياته تهديدات مباشرة للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

مصر محور استقرار المنطقة 

واختتمت الإعلامية نهى درويش تغطيتها بالتأكيد على أن الدور المصري في الملف الفلسطيني يظل ركيزة أساسية لحماية حقوق الشعب الفلسطيني ودفع عملية السلام قدماً، بينما يبقى العالم مترقباً لما ستسفر عنه قمة ألاسكا، ولطريقة تعامل أوروبا مع إيران خلال المرحلة المقبلة.

 وذكر نهى درويش أن التوازن بين الدبلوماسية والضغط السياسي هو مفتاح أي حلول ممكنة، إلا أن إرادة الأطراف المعنية تبقى العامل الحاسم في إنهاء النزاعات وصناعة مستقبل أكثر استقراراً.