6 عادات يومية تهدد صحة العمود الفقري.. تحذيرات طبية من آثارها التراكمية

يُعدّ العمود الفقري من أهم مكونات الجسم البشري، إذ يشكّل الدعامة الأساسية للحركة والاتزان، ويتيح أداء وظائف حيوية مثل الجلوس والانحناء والالتواء، غير أن تدهور صحته لا يقتصر على الحدّ من القدرة الحركية، بل قد يؤدي إلى آلام مزمنة ويزيد من خطر الإصابة باضطرابات صحية أخرى.

وفي تقرير نشرته مجلة ويل آند جود، حذّر أخصائي العمود الفقري الدكتور روبرت مانكوسو من أن العديد من العادات اليومية الشائعة تُسهم بشكل مباشر في تآكل العمود الفقري وظهور آلام أسفل الظهر، وهي من أكثر المشكلات انتشاراً بين البالغين.

كما أشار إلى أن وضعية الجسم، وعادات النوم، واختيار الأحذية، جميعها عوامل تؤثر على الأداء الوظيفي للعمود الفقري على المدى الطويل.

فيما يلي أبرز ست عادات تؤثر سلباً على صحة العمود الفقري:

 1. الانحناء على المكتب لفترات طويلة

الجلوس لساعات أمام المكتب يُعدّ من أكثر العادات ضرراً للعمود الفقري، إذ يؤدي إلى ضعف عضلات الجذع وتيبّس مفصل الورك، ويزيد الضغط على الأقراص الفقرية. الدكتور مانكوسو يوصي بإبقاء القدمين مسطحتين على الأرض، ووضع الشاشة في مستوى العين، واستخدام كراسي مريحة مع وسادة داعمة أسفل الظهر، كما يُنصح بأخذ فترات راحة كل 30 دقيقة للوقوف والتمدد.

وفي السياق ذاته، يؤكد الدكتور عمار ديوان، أخصائي علاج الألم التدخلي في مركز نورث وسترن ميديسن، أن هذه الوضعية تُضعف العضلات الأساسية وتُجهد العمود الفقري، حتى وإن لم تُسبب ضرراً مباشراً للعظام.

 2. رفع الأشياء بطريقة غير صحيحة

رفع الأجسام الثقيلة دون اتباع الطريقة السليمة يُعدّ من الأسباب الشائعة لآلام الظهر. الأطباء ينصحون بثني الركبتين، وسحب الجسم المراد رفعه بالقرب من الجسم، والدفع بالساقين بدلاً من الظهر. هذه التقنية تُقلل من الضغط على أسفل الظهر وتُوزّع الحمل بشكل آمن.

وتوضح أخصائية العلاج الطبيعي ليندسي جاكسون أن الالتواء أو الانحناء بشكل خاطئ أثناء رفع الأشياء - مثل حمل سلة غسيل بيد وطفل باليد الأخرى - يُعدّ وصفة مؤكدة لألم الظهر.

 3. النظر إلى الهاتف لفترات طويلة

إمالة الرأس المستمرة للنظر إلى الهاتف المحمول تُسبب ضغطاً غير طبيعي على الرقبة، ما يُشبه - بحسب الدكتور ديوان - حمل كرة بولينج حول الرقبة طوال اليوم. لتخفيف هذا الضغط، يُنصح برفع الهاتف إلى مستوى العين، وأخذ فترات راحة منتظمة، وممارسة تمارين شدّ الرقبة وسحب الفك.

 4. حمل الحقائب بشكل غير متوازن

حمل حقيبة على كتف واحد يُسبب حملاً غير متماثل على العمود الفقري، ما يُجبر العضلات على تعويض الخلل ويؤدي إلى آلام مزمنة. الخبراء ينصحون باستخدام كلا الحزامين، والتناوب بين الكتفين، وتقليل وزن الحقيبة لتفادي الإصابات واختلال التوازن.

5. ارتداء أحذية غير مناسبة

الأحذية التي لا تدعم قوس القدم أو التي تحتوي على كعب مرتفع تُعيق المشي الطبيعي وتُفاقم آلام الظهر. يُوصي المختصون باختيار أحذية ذات دعم متوسط وارتفاع معتدل، وتقليل مدة ارتداء الكعب العالي. وتشير دراسة حديثة إلى أن كل ساعتين إضافيتين من ارتداء الكعب العالي تزيد من آلام الظهر بشكل ملحوظ.

 6. وضعية النوم غير الصحية

النوم على البطن يُسبب اختلالاً في استقامة العمود الفقري، ما يؤدي إلى انزعاج صباحي. يُفضل النوم على الجانب أو الظهر، مع وضع وسادة بين الركبتين أو تحتها، واستخدام وسادة داعمة للرقبة للحفاظ على وضعية محايدة.

الوقاية من آلام العمود الفقري تبدأ بتعديل العادات اليومية التي نمارسها دون وعي، من الجلوس إلى النوم، ومن رفع الأشياء إلى اختيار الأحذية، كل تفصيل له أثر تراكمي على صحة الظهر.

ويؤكد الخبراء أن التغيير البسيط في السلوكيات اليومية قد يُحدث فرقاً كبيراً في الحفاظ على سلامة العمود الفقري على المدى الطويل.