تصاعد الخلاف بين إيلون ماسك وسام ألتمان بسبب متجر تطبيقات آبل

اندلع هذا الأسبوع خلاف علني جديد بين قطبي الذكاء الاصطناعي إيلون ماسك وسام ألتمان، حيث تبادل الطرفان الاتهامات بشأن تفضيل شركة آبل لتطبيقات ألتمان على حساب منافسيه في تصنيفات متجر التطبيقات.

تفاصيل الخلاف بين ماسك وألتمان

بدأت الجولة الأخيرة من النزاع عندما اتهم ماسك شركة آبل بمنح الأفضلية لتطبيق OpenAI على حساب تطبيقه الخاص. وكتب على منصة X: "تتصرف آبل بطريقة تجعل من المستحيل على أي شركة ذكاء اصطناعي غير OpenAI أن تصل إلى المرتبة الأولى في متجر التطبيقات، وهذا انتهاك واضح لقوانين مكافحة الاحتكار"، معلنًا أن شركته xAI ستتخذ إجراءات قانونية فورية.

وفي وقت سابق من اليوم نفسه، انتقد ماسك آبل لعدم إدراج تطبيق X أو روبوت الدردشة Grok ضمن قائمة التطبيقات الموصى بها، رغم تصدرهما في عدد التنزيلات. وسأل: "هل تلعبون السياسة؟"

وردت آبل ببيان أكدت فيه أن "متجر التطبيقات مصمم ليكون عادلاً وخالياً من التحيّز."

من جانبه، رد ألتمان عبر X، مشيرًا إلى مزاعم بأن ماسك يتلاعب بخوارزمية منصة X لصالح منشوراته ومصالحه الشخصية، وأرفق رابطًا لمقال من منصة Platformer News يدعم هذه الادعاءات، متحديًا ماسك أن يوقّع إفادة قانونية تنفي أي تدخل منه في الخوارزمية ضد منافسيه.

وتحول النقاش إلى تبادل شخصي للاتهامات، حيث وصف ماسك منشور ألتمان بالكاذب، فرد الأخير ساخرًا: "مشكلة مهارات."

وكان ماسك وألتمان شريكين سابقين في تأسيس OpenAI عام 2015، قبل أن يغادر ماسك الشركة عام 2018 ويؤسس xAI، التي طورت روبوت Grok كمنافس مباشر لـ ChatGPT.

وواجهت كلتا الشركتين انتقادات واسعة؛ حيث اتُهمت OpenAI بتجاهل معايير السلامة واستخدام صوت الممثلة سكارليت جوهانسون دون إذن، بينما واجهت xAI انتقادات بسبب نشر معلومات مضللة عبر Grok ومخاوف صحية في المجتمعات المحيطة بمراكز بياناتها.

وإيلون ماسك (مواليد 1971 في جنوب أفريقيا) هو واحد من أبرز رواد الأعمال والمخترعين والمستثمرين في عصرنا، اشتهر بطموحاته الثورية التي تهدف إلى إعادة تشكيل مستقبل البشرية على الأرض وخارجها.

يتميز مساره بعدة محطات رئيسية:

1.  البدايات وريادة الأعمال المبكرة:
هاجر إلى كندا ثم الولايات المتحدة لدراسة الفيزياء والاقتصاد.
شارك في تأسيس Zip2 (دلائل أعمال على الإنترنت) وبيعها.
أسس X.com التي تحولت لاحقاً إلى PayPal (الدفع الإلكتروني) وبيعها لشركة eBay، مما وفر له رأس المال لمشاريعه الضخمة.

2.  ثورة الفضاء (سبيس إكس - SpaceX)
 أسس SpaceX عام 2002 بهدف جعل السفر إلى الفضاء أقل تكلفة وفي النهاية تمكين استعمار المريخ.
حقق إنجازات تاريخية: أول صاروخ خاص يصل المدار (فالكون 1)، أول مركبة فضائية خاصة تزور محطة الفضاء الدولية (دراجون)، تطوير صواريخ قابلة لإعادة الاستخدام بشكل كامل (فالكون 9، فالكون هيفي).
يُطور نظام ستارشيب العملاق لنقل البشر والبضائع بكثافة إلى القمر والمريخ.

3.  التحول نحو الطاقة المستدامة (تسلا - Tesla):
انضم واستثمر ثم قاد شركة تسلا موتورز (الآن Tesla, Inc.).
 قاد تطوير سيارات كهربائية عالية الأداء وجذابة (Roadster, Model S/X/3/Y)، دافعاً التحول العالمي نحو النقل الكهربائي.
طور تقنيات بطاريات متقدمة وأنظمة تخزين طاقة وشبكات شحن فائقة السرعة.

4.  مشاريع طموحة :
 

ذا بورينج كومباني (The Boring Company): تهدف لحل الازدحام المروري عبر أنفاق النقل عالية السرعة.
 

نيورالينك (Neuralink): تطوير واجهات بين الدماغ والحاسوب لعلاج الأمراض العصبية وربما تعزيز القدرات البشرية.
 

أوبن أيه آي (OpenAI): شارك في تأسيسها (لم يعد في مجلس الإدارة) لضمان تطوير الذكاء الاصطناعي بشكل آمن ومنفعة البشرية.
 

تويتر/إكس (Twitter/X):** استحوذ على المنصة عام 2022 بهدف تحويلها إلى "تطبيق شامل" (Everything App)، وسط جدل كبير حول سياساته وإدارته.

الشخصية والجدل

ماسك معروف بفكره غير التقليدي وطموحاته الجامحة وقدرته على جذب الانتباه. يواجه أيضاً انتقادات حول أسلوب إدارته، بعض تصريحاته المثيرة للجدل على وسائل التواصل الاجتماعي، ظروف العمل في مصانعه، والآثار البيئية لبعض مشاريعه. كما يُنظر إليه كرمز للرأسمالية التكنولوجية الحديثة بكل إيجابياتها وسلبياتها.

إيلون ماسك هو قوة دافعة غير مسبوقة في مجالات الفضاء والطاقة النظيفة والنقل والذكاء الاصطناعي والتقنيات العصبية. رؤيته لتسريع مستقبل مستدام ومتعدد الكواكب جعلته شخصية مركزية ومثيرة للانقسام في المشهد التكنولوجي العالمي.