عاجل

أنقذ فتاة من الموت.. «نيوز رووم» تطلق مبادرة لعلاج «شهاب»

شهاب  بتاع المنيب
شهاب بتاع المنيب

في زمن تتناقل فيه مواقع التواصل مشاهد البلطجة والعنف، برز اسم "شهاب" مرتين في وجدان المصريين، المرة الأولى حين ارتبط بفيديو شاب يقود "توك توك" ويتصرف بشكل غير لائق تجاه صاحب سيارة بالقاهرة، فبات اسمه مرادفا للبلطجة وسوء السلوك.

ولكن يشاء القدر أن يعيد هذا الاسم بريقه على يد رجل آخر «شهاب بتاع المنيب»، الذي أثبت أن الشهامة ما زالت تجري في عروق المصريين، وأن المعدن الأصيل لا يصدأ.

مشهد مأساوي

شهاب عبدالعزيز أربعيني متزوج وأب لثلاثة أبناء أكبرهم طالبة بالثانوي العام، يعمل فرد أمن في إحدى الشركات، كان عائدًا من عمله إلى منزله في منطقة المنيب بالجيزة، حينما استوقفه مشهد مأساوي، حيث يظهر دخان أسود كثيف يتصاعد من أحد العقارات، وصراخ يعلو من شرفة بالطابق الحادي عشر.

في تلك الشرفة كانت الطفلة ريتاج هاني صاحبة 14 عاما، محاصرة بالنيران التي اشتعلت فجأة بسبب ماس كهربائي في مفتاح التكييف، التهم الستائر والأثاث خلال ثواني معدودة والذي أغلق طريق الغرفة بالكامل ومنعها من الخروج، فلم تجد الفتاة مخرجاً سوى الشرفة، تتشبث بحبال المنشر بكل ما تبقى في يديها من قوة، فيما اللهب يقترب منها والدخان يخنق أنفاسها.


إنقاذ روح بريئة

تجمع الجيران والمارة أسفل العقار، عيونهم شاخصة نحو الفتاة المعلقة بين الحياة والموت، لكن الموقف بدا ميؤوسًا منه، حيث الحرارة تزداد، وأصابع "ريتاج" الصغيرة لم تعد قادرة على الإمساك بالحبال، هنا قرر شهاب أن يتدخل، ولم يفكر في إصاباته المحتملة، ولم يضع أي حساب للخطر، كان دافعه الوحيد أن ينقذ روحا بريئة.

في اللحظة الحاسمة، أفلتت ريتاج قبضتها وبدأت رحلة سقوط من الطابق الحادي عشر، ارتطم جسدها بأحبال الغسيل في الطوابق السفلية فخفف من سرعتها قليلًا، لكن الصدمة كانت لا تزال قاتلة، كان شهاب حينها قد ثبت قدميه على الأرض، فتح ذراعيه على اتساعهما، وتلقاها بكل قوته، حيث ارتطمت به فسقطا معا على الأرض، فاقدا وعيه في الحال.


أُصيبت ريتاج بشرخ في القدم وبعض الكدمات والحروق الطفيفة في يديها و لكن حياتها نجت. أما البطل شهاب فكان ثمن البطولة باهظا، حيث أصيب بارتجاج في المخ، ثلاثة كسور في الفك، كسر في أسفل الركبة، إصابات في الوجه والعين اليسرى، وشروخ متفرقة في جسده، و تم نقلهما معا إلى المستشفى، حيث دخل شهاب العناية المركزة في حالة حرجة، ورغم الألم علل بطولة قائلاً: حسيت إنها بنتي وما فكرتش في نفسي المهم انقذها. 

شهاب البطل وشهاب البلطجي

القصة أثارت موجة تعاطف على مواقع التواصل، خاصة بعد أن بدأ البعض يخلط بين "شهاب بتاع الجمعية" سائق التوك توك الذي مثل أسوأ صور البلطجة، وبين "شهاب بتاع المنيب" الذي جسد أسمى معاني الإنسانية، حيث الأول اعتدى على الآخرين بلا سبب، بينما الثاني ضحى بجسده لحماية فتاة لا يعرفها، الأول صار رمزا للتصرفات البذيئة والسيئة ، أما الثاني فصار مثالًا يُدرس عن التضحية والشهامة.

مبادرة لإنقاذ البطل الحقيقي

من هنا تطلق "نيوز رووم" مبادرة "أنقذوا شهاب الحقيقي"، لدعم علاجه وتوفير الرعاية الطبية الكاملة له على نفقة الدولة، تقديرا لبطولته التي أنقذت حياة طفلة من موت محقق، فمثل هؤلاء الأبطال لا يجب أن يتركوا يواجهون الألم وحدهم، لأنهم يمثلون ما تبقى من المروءة في زمن صارت فيه الشهامة عملة نادرة.

 

تم نسخ الرابط