أستاذ علوم سياسية: التحركات المصرية في غزة استراتيجية وشاملة |فيديو

قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، إن المواقف الأخيرة لقيادات حركة حماس قبل بدء مباحثات القاهرة تعكس تقديرًا للدور المصري في إدارة أزمة غزة، واصفًا هذه التصريحات بأنها إقرار بمكانة مصر في الملف الفلسطيني.
وأضاف بدر الدين، في مداخلة هاتفية مع برنامج "اليوم" على قناة "DMC"، أن التحركات المصرية منذ اندلاع الأزمة جاءت ضمن استراتيجية شاملة شملت الجوانب الإنسانية والسياسية والدبلوماسية، مشيرًا إلى أن القاهرة بذلت جهودًا متواصلة لكسر حالة الجمود عبر الوساطة والتفاوض.
ملفات أعمق
وأوضح أن اللقاءات الحالية بين وفد حماس والمسؤولين المصريين تمثل امتدادًا لهذه الجهود، مؤكدًا أن الحوار يتناول ملفات أعمق من وقف إطلاق النار، منها المصالحة الفلسطينية والعلاقات الثنائية بين مصر وفلسطين.
وفي ختام حديثه، أعرب عن تفاؤله بنتائج الجولة الحالية، مشيرًا إلى أن وجود وفد فلسطيني رفيع المستوى يعكس جدية الأطراف ورغبتها في إنهاء معاناة القطاع.
مرحلة ضعف سياسي
ومن ناحية أخرى، قال رمزي عودة، الأمين العام للحملة الدولية لمناهضة الاحتلال، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يمر حالياً بمرحلة ضعف سياسي، حيث تتراجع شعبيته منذ نحو عامين، في ظل انقسام داخلي حاد تشهده إسرائيل.
وأضاف عودة، في مداخلة مع الإعلامية نهى درويش مقدمة برنامج "منتصف النهار"، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن دعوة زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد لأنصار الحكومة للمشاركة في الإضراب، تعكس حجم الانقسام الداخلي، لافتاً إلى أن الإضراب وحده قد لا يكون كافياً لإسقاط الحكومة، لكنه قد يتحول إلى أزمة سياسية أعمق إذا انضمت إليه نقابة "الهستدروت" وقطاعات أخرى من المجتمع، وربما حتى بعض الدوائر الحكومية.
وأوضح أن الخلافات لم تعد مقتصرة على ملف المحتجزين وأسرى الحرب، بل امتدت إلى داخل الائتلاف الحاكم نفسه، حيث تشهد العلاقة بين نتنياهو وحلفائه توتراً متزايداً، مشيراً إلى انتقادات وزراء مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن جفير لنتنياهو، واتهامه بالتباطؤ في تنفيذ خطة احتلال غزة وترحيل الفلسطينيين.
"الصفقة الشاملة"
وتابع عودة أن نتنياهو، على عكس كثير من أعضاء حكومته الذين يعلنون بوضوح رغبتهم في طرد الفلسطينيين، يبدو أقل تطرفاً في بعض المواقف، مشيرًا إلى أن ما يُعرف بـ"الصفقة الشاملة" التي قبل بها نتنياهو مؤخراً، ليست مجرد هدنة مؤقتة، بل مفاوضات للوصول إلى اتفاق نهائي، وهو ما أعلنه قبل يومين، مؤكداً أن المفاوضات مع حركة "حماس" لم تعد حول وقف مؤقت لإطلاق النار.
ولفت إلى أن نتنياهو لم يعلن حتى الآن استدعاء قوات الاحتياط بأعداد كبيرة، إذ تتطلب خطته العسكرية لاحتلال غزة – بحسب تقديرات – ما بين 200 إلى 300 ألف جندي، ورأى أن الخطة التي أقرها "الكابينت" قد تكون في جزء منها ورقة ضغط لإجبار "حماس" على قبول المبادئ الخمسة التي طرحها.
وختم عودة قائلاً إن خصوصية الوضع الحالي في إسرائيل، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، مع الانقسام الواضح بين المؤسستين السياسية والعسكرية، قد تجعل الإضراب هذه المرة عاملاً تراكمياً يسرّع الدعوات لإجراء انتخابات مبكرة.