عاجل

حول الذكاء الاصطناعي والإفتاء

دستور أخلاقي شرعي.. مفتي الجمهورية يكشف أهمية وثيقة القاهرة (خاص)

مفتي الجمهورية يتحدث
مفتي الجمهورية يتحدث لـ نيوز رووم

قال الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية، إن "وثيقة القاهرة حول الذكاء الاصطناعي والإفتاء" التي تم الإعلان عنها اليوم الأربعاء ضمن المؤتمر الدولي العاشر، تمثل نقلة نوعية في جهود تأصيل الإفتاء المعاصر، وهي بمثابة "دستور أخلاقي شرعي" يضع الإطار المرجعي المنضبط للتعامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي داخل مؤسسات الإفتاء، ويجمع بين المعايير الدولية والقيم الإسلامية الراسخة.

وثيقة القاهرة حول الذكاء الاصطناعي والإفتاء

وقال مفتي الجمهورية في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم إن إصدار وثيقة القاهرة في هذا التوقيت لم يكن مصادفة، بل جاء استجابة واعية ومسؤولة لما يشهده العالم اليوم من تحولات رقمية غير مسبوقة، باتت تؤثر في كل مناحي الحياة، ومنها بطبيعة الحال، مجال الإفتاء الشرعي، فنحن أمام واقع جديد يعيد تشكيل العلاقة بين الإنسان والمعرفة، ويطرح تحديات معقدة على المؤسسات الدينية، تقتضي إعادة تأصيل وتطوير دور المفتي ومنظومة الفتوى بما يتلاءم مع هذا العصر الرقمي.

ما هو الهدف من وثيقة القاهرة للذكاء الاصطناعي والإفتاء؟ 

ولعل من أهم ما تهدف إليه الوثيقة: وضع إطار شرعي وأخلاقي شامل ينظم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي داخل المؤسسات الإفتائية، بما يضمن التوظيف الرشيد للتكنولوجيا دون الإخلال بثوابت الشريعة، كما تسعى إلى تعزيز الدور المساند للتقنيات الذكية دون أن تحل محل المفتي البشري، وضبط استخدام الذكاء الاصطناعي بضوابط شرعية وعلمية تضمن أمن الفتوى وموثوقيتها، إلى جانب مواجهة الفتاوى الزائفة والمضللة المنتشرة عبر الفضاء الرقمي، وتطوير نماذج إفتائية تفاعلية تراعي فقه الواقع وتغيرات الزمان والمكان، مع ترسيخ التعاون الدولي في وضع المعايير المشتركة لهذا المجال.

وشدد مفتي الجمهورية أن دار الإفتاء أدركت منذ سنوات أن الفضاء الإلكتروني لم يعد هامشا، بل أصبح البيئة المركزية لتشكيل الوعي الديني والتفاعل مع الشأن العام، ولهذا بدأت دار الافتاء مبكرا في بناء وجود رقمي مؤسسي فاعل، يقوم على الاحترافية والانضباط الشرعي، وليس فقط الحضور الشكلي.

وأشار إلى أن تجربة الدار الرقمية سبقت كثيرا من المؤسسات، حيث كانت من أوائل المؤسسات الدينية التي أطلقت منصات متعددة اللغات، ونوافذ للفتوى عبر وسائل التواصل، وتطبيقات ذكية مثل "فتوى برو"، وهذا السبق يمكننا من استيعاب التحولات التكنولوجية بطريقة ممنهجة، ويؤهلنا للانخراط الواعي في عصر الذكاء الاصطناعي، دون ارتباك أو تخوف، بل بمرجعية شرعية ومنهج علمي رصين، فبدلا من أن نتعامل مع الذكاء الاصطناعي كرد فعل، جعلناه جزءا من مشروعنا المستقبلي، وخصصنا له مؤتمرا كاملا نناقش فيه الضوابط، والإمكانات، والتحديات، لنؤسس من خلاله لصناعة المفتي الرشيد الذي يملك أدوات العصر، ويحفظ روح الفقه، ويتحدث إلى الناس بلغتهم، دون أن يفرط في ثوابت الشريعة.

تم نسخ الرابط