«فتوى برو».. مفتي الجمهورية: سبقنا كثيرًا من المؤسسات في الفضاء الإلكتروني|خاص

تعد دار الإفتاء المصرية من أوائل المؤسسات الدينية التي اخترقت الفضاء الإلكتروني وفعلت حضورها الرقمي على مستوى عالمي، فهل يساعد هذا السبق في الانتقال بسلاسة إلى عصر الذكاء الاصطناعي وصناعة المفتي الرشيد؟
صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي
يقول الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية في حوار خاص لـ «نيوز رووم» ينشر كاملًا في وقت لاحق على هامش الاستعدادات لمؤتمر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم الذي تحتضنه القاهرة الشهر الجاري تحت عنوان «صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي»: «أدركت دار الإفتاء منذ سنوات أن الفضاء الإلكتروني لم يعد هامشًا، بل أصبح البيئة المركزية لتشكيل الوعي الديني والتفاعل مع الشأن العام، ولهذا بدأت دار الافتاء مبكرًا في بناء وجود رقمي مؤسسي فاعل، يقوم على الاحترافية والانضباط الشرعي، وليس فقط الحضور الشكلي».
وتابع: «لا شك أن تجربة الدار الرقمية سبقت كثيرًا من المؤسسات، حيث كانت من أوائل المؤسسات الدينية التي أطلقت منصات متعددة اللغات، ونوافذ للفتوى عبر وسائل التواصل، وتطبيقات ذكية مثل "فتوى برو"».
وشدد على أن هذا السبق يمكن من استيعاب التحولات التكنولوجية بطريقة ممنهجة، ويؤهلنا للانخراط الواعي في عصر الذكاء الاصطناعي، دون ارتباك أو تخوف، بل بمرجعية شرعية ومنهج علمي رصين، فبدلًا من أن نتعامل مع الذكاء الاصطناعي كرد فعل، جعلناه جزءًا من مشروعنا المستقبلي، وخصصنا له مؤتمرًا كاملًا نناقش فيه الضوابط، والإمكانات، والتحديات، لنؤسس من خلاله لصناعة المفتي الرشيد الذي يملك أدوات العصر، ويحفظ روح الفقه، ويتحدث إلى الناس بلغتهم، دون أن يفرط في ثوابت الشريعة.
المؤتمر الدولي العاشر للأمانة لدور وهيئات الإفتاء في العالم
ينطلق، الثلاثاء 12 أغسطس المقبل، المؤتمر الدولي العاشر للأمانة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، والذي يناقش قضية إفتائية هامه بعنوان "صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي».
يناقش المؤتمر الدولي العاشر هذا العام خمسة محاور أساسية تمثل رؤوسا معرفية ومنهجية لصناعة المفتي في بيئة رقمية متسارعة، تمثل بنية معرفية متكاملة لإعادة التفكير في تكوين المفتي وبيئة الإفتاء في ظل الطفرة الرقمية والتحولات العالمية، هذه المحاور لم تأتِ عشوائيًا، بل تعكس إدراكا واعيا لطبيعة التحديات المتداخلة التي نواجهها اليوم، حيث يأتي المحور الأول: تكوين المفتي الرشيد العصري، ويعنى بتأهيل المفتي علميا وواقعيا ليفهم قضايا البيئة، والعلاقات الدولية، والتحديات المجتمعية.
بينما يناقش المحور الثاني: الإفتاء في عصر الذكاء الاصطناعي، ويبحث في الضوابط الشرعية والأخلاقية لاستخدام هذه التقنية في المجال الإفتائي، فيما يناقش المحور الثالث: المفتي الرشيد في مواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي، ويركز على قدرة المفتي على التعامل مع الفتاوى المؤتمتة، والمحتوى المضلل، ومخاطر التزييف.
كما يتناول المحور الرابع: الذكاء الاصطناعي وتطوير العمل المؤسسي الإفتائي، ويستعرض دور التقنية في تعزيز البنية المؤسسية للفتوى وتنظيم بياناتها، وأخيرا يناقش المحور الخامس: تجارب مؤسسات الفتوى، ويبرز أهمية تبادل الخبرات العالمية في تأهيل المفتي وتطوير أدواته في البيئات الرقمية المختلفة.
وهذه المحاور تعكس رؤية دار الإفتاء في بناء مفتي يجمع بين العمق الشرعي، والقدرة التقنية، والرؤية العالمية.