ضياء رشوان: السيسي يؤكد تمسك مصر بالحل الإفريقي لقضية السد الإثيوبي
قال الكاتب الصحفي ضياء رشوان إن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان واضحًا خلال حديثه اليوم بشأن ملف مياه النيل، حيث جدّد تأكيده على أن مصر تسعى منذ البداية إلى حل إفريقي للأزمة مع إثيوبيا، بعيدًا عن أي تدخلات خارجية لا تراعي خصوصية القارة.
انسحاب مفاجئ من المسار التفاوضي
وأوضح رشوان، خلال لقاء ببرنامج "ستوديو إكسترا"، المذاع على قناة "إكسترا نيوز"، وتقدمه الإعلامية لما جبريل، أن مصر لم تمانع التدخلات الدولية سابقًا، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة هي الطرف الوحيد الذي تدخل بشكل مباشر في الولاية الأولى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكان ذلك خلال مفاوضات واشنطن، لكن الوفد الإثيوبي تهرّب من التوقيع في اللحظات الأخيرة، في خطوة وُصفت حينها بأنها انسحاب مفاجئ من المسار التفاوضي.
وتابع رشوان: "تصريحات ترامب الأخيرة حول إمكانية حل أزمة سد إثيوبيا أعادت إلى الأذهان هذا التدخل، لكن من الواضح أن الرئيس السيسي يرى أن أي تحرك دولي في هذا الملف لن يكون بلا مقابل، خاصة أن ترامب يُعرف بتبنيه مبدأ الصفقة، وهي مقاربة غير معتادة في العلاقات الدولية، حيث يُفترض وجود اتفاقات ومعاهدات وبروتوكولات، لا صفقات مشروطة."
الخلاف المصري الإثيوبي
وأضاف أن الرئيس السيسي، من خلال تصريحاته، بدا وكأنه يغلق الباب أمام أي محاولات لاستغلال الخلاف المصري الإثيوبي من قبل أطراف خارجية، سواء بهدف الضغط على مصر في ملفات أخرى، أو لتحقيق مكاسب سياسية أو اقتصادية على حساب المصلحة الوطنية المصرية، مؤكدًا أن موقف مصر حازم وواضح.
ملف مياه النيل والتعاون مع دول حوض النيل
وأشار رشوان، إلى إن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع نظيره الأوغندي يُعد من أهم اللقاءات التي أجراها مؤخرًا في إطار ملف مياه النيل والتعاون مع دول حوض النيل، مؤكدًا أن أوغندا دولة محورية في شرق أفريقيا، وتلعب دورًا مهمًا على المستوى الإقليمي والدولي.
وأوضح رشوان، أن أوغندا لا تقع على مجرى النيل الأزرق، محل الخلاف الرئيسي بين مصر وإثيوبيا، لكنها تقع على النيل الأبيض، حيث يلتقي الفرعان في الخرطوم لتشكيل نهر النيل، مما يجعل لها دورًا استراتيجيًا في معادلة الأمن المائي في حوض النيل.
وأضاف أن الرئيس الأوغندي ممتن لدور مصر التاريخي والمستمر في دعم العلاقات الثنائية، مشيرًا إلى أن التعاون بين البلدين يشهد تطورًا كبيرًا في عهد الرئيس السيسي، وأن الزيارة الأخيرة تعكس رغبة حقيقية في تعزيز هذا التعاون على جميع المستويات.
