السيسي: مياه النيل قضية وجود.. ومصر لن تسمح بالمساس بحقوقها المائية

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال تصريحاته الأخيرة، التزام الدولة المصرية الكامل بحماية حقوقها المائية وعدم السماح مطلقًا بالمساس بمياه نهر النيل، التي تُعد شريان الحياة لأكثر من 105 ملايين مواطن مصري، إضافة إلى نحو 10 ملايين شخص من المقيمين والضيوف على أرض مصر.
وشدد الرئيس السيسي، على أن مصر لا تنظر إلى هؤلاء الضيوف باعتبارهم لاجئين، بل جزءًا من النسيج الإنساني والاجتماعي في البلاد.
مياه النيل .. قضية وجود
أوضح الرئيس السيسي أن قضية المياه بالنسبة لمصر ليست مجرد بند على أجندة التنمية، بل هي مسألة وجودية ترتبط مباشرة بحياة المواطنين وأمنهم الغذائي والمائي. وأشار إلى أن النيل يمثل المصدر الرئيسي للمياه العذبة في البلاد، ما يجعل الحفاظ على حصتها المائية أولوية قصوى في السياسات الداخلية والخارجية.
حرص الرئيس السيسي على توجيه رسالة طمأنة إلى الشعب المصري وإلى الضيوف المقيمين في البلاد، مفادها أن الدولة ستتخذ كل ما يلزم من إجراءات سياسية وقانونية وفنية لضمان عدم الإضرار بحقوقها المائية، مضيفًا أن هذه المسؤولية تُدار بعناية من خلال تحركات دبلوماسية نشطة ومفاوضات مستمرة مع الأطراف المعنية بملف مياه النيل.
حماية الحقوق المائية
تطرق الرئيس السيسي إلى أن مصر، بحكم موقعها ودورها التاريخي، تتحمل مسؤولية الدفاع عن حق شعوبها في المياه، مع الالتزام بمبادئ التعاون وحسن الجوار مع دول حوض النيل، مؤكدًا أن القاهرة لا تدخر جهدًا في طرح مبادرات لحل الخلافات بالطرق السلمية، بما يحقق المصالح المشتركة ويحافظ على استقرار المنطقة.
شدد الرئيس السيسي على أن الحلول المستدامة لقضية المياه تكمن في تعزيز التعاون الإقليمي بين دول الحوض، عبر مشروعات مشتركة تضمن الاستخدام الأمثل للموارد المائية، وتجنب السياسات الأحادية التي قد تضر بمصالح الدول الأخرى. وأوضح أن مصر طالما كانت طرفًا داعمًا لأي مبادرات تنموية إقليمية تحقق المنفعة المتبادلة.
التزام سياسي وشعبي
أبرز الرئيس السيسي أن الحفاظ على موارد مصر الطبيعية، وفي مقدمتها المياه، ليس التزامًا حكوميًا فحسب، بل هو واجب وطني يشارك فيه الشعب بمختلف فئاته. ودعا المواطنين إلى الوعي بأهمية ترشيد استهلاك المياه والمساهمة في جهود الدولة للحفاظ على هذا المورد الحيوي.
وجه الرئيس السيسي دعوة إلى المجتمع الدولي والمؤسسات الإقليمية للاضطلاع بدور أكبر في دعم الجهود المصرية للحفاظ على حصتها من مياه النيل، مبينًا أن الأمن المائي لمصر جزء لا يتجزأ من الأمن الإقليمي، وأن أي تهديد له ستكون له انعكاسات واسعة على الاستقرار والتنمية في المنطقة.

الثقة في الموقف المصري
اختتم الرئيس السيسي تصريحاته بالتأكيد على ثقته في قدرة الدولة المصرية على إدارة ملف المياه بحكمة ومسؤولية، مشددًا على أن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي محاولات للإضرار بحقوقها المائية. وأكد أن حماية مياه النيل هي حماية للحياة نفسها، وهو عهد لن تحيد عنه الدولة قيادةً وشعبًا.