عاجل

الجيزة تحتضن مؤتمرًا دوليًا للفتوى برؤية جديدة لمواجهة تحديات العصر

مؤتمر
مؤتمر

شهدت محافظة الجيزة فعاليات المؤتمر العالمي العاشر للإفتاء، الذي نظمته دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وحمل عنوان "صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي". 

يأتي هذا الحدث الدولي الكبير في ظل التحولات التقنية المتسارعة التي يشهدها العالم، حيث يبحث المؤتمر دور المؤسسات الدينية في مواكبة هذه التطورات وضمان تطور صناعة الإفتاء بما يتناسب مع متطلبات العصر.

عُقد المؤتمر على مدار يومين بحضور وفود رسمية ودينية من أكثر من 70 دولة، شارك فيها كبار الشخصيات الدينية والعلماء والخبراء المتخصصين من مختلف أنحاء العالم. وشهد المؤتمر حضور الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، نائبًا عن رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، والدكتور نظير محمد عياد، مفتي الديار المصرية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إلى جانب الأستاذ الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، ممثلًا عن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف. كما حضر عدد من المحافظين وعدد من المسؤولين المصريين والدوليين.

من جانبه، أكد المهندس عادل النجار، محافظ الجيزة، أن استضافة مصر لهذا المؤتمر الدولي تعكس الدور الريادي لمصر في الفكر الديني الوسطي والرشد الفكري، وكذلك قدرتها على الدمج بين الأصالة والتجديد لمواجهة التحديات التقنية المعاصرة. 

التطورات العالمية الحديثة

وأوضح النجار أن المؤتمر يمثل منصة مهمة لتعزيز دور المؤسسات الدينية في التعامل مع التطورات العالمية الحديثة، والحفاظ على الثوابت الشرعية، مع تقديم فتاوى تراعي روح العصر ومتطلباته.

ويهدف المؤتمر إلى وضع أُطر ومعايير علمية لتأهيل المفتي المعاصر، الذي يجب أن يجمع بين معرفة عميقة بالأصول الشرعية وفهم شامل للتحديات والفرص التي تفرضها تقنيات الذكاء الاصطناعي. كما يوفر المؤتمر فرصة تبادل الخبرات بين المؤسسات الدينية والعلمية من مختلف أنحاء العالم، لتطوير صناعة الإفتاء بما يتماشى مع متطلبات المستقبل.

وشمل المؤتمر خمسة محاور رئيسية، حيث ناقش المحور الأول موضوع "تكوين المفتي الرشيد العصري"، الذي يتطلب تزويد المفتي بمهارات معرفية وتقنية حديثة. وتناول المحور الثاني "الإفتاء في عصر الذكاء الاصطناعي" والفرص التي توفرها هذه التقنيات لتطوير العمل الإفتائي. 

أما المحور الثالث فركز على "المفتي الرشيد في مواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي"، بينما ناقش المحور الرابع "الذكاء الاصطناعي وتطوير العمل المؤسسي الإفتائي". واختتم المؤتمر بمحور "تجارب مؤسسات الفتوى في صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي"، حيث استعرض المشاركون تجارب دولية ناجحة في هذا المجال.

التحولات الرقمية

تأتي هذه المبادرة في وقت تتسارع فيه التحولات الرقمية، مما يستدعي استجابة فاعلة من المؤسسات الدينية لضمان دقة وموثوقية الفتوى، وتجنب التأثر بالمعلومات المضللة. ويُعد المؤتمر خطوة مهمة نحو صياغة رؤى متطورة تضمن تكامل التراث الشرعي مع أحدث التقنيات، لتعزيز دور المفتي في توجيه المجتمعات الإسلامية في ظل المتغيرات المتسارعة.

هذا ويواصل المؤتمر أعماله بمشاركة واسعة من الحضور، وسط ترقب لإصدار توصيات وتوجهات تعزز صناعة الإفتاء المعاصر في مواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي، ما يرسخ مكانة مصر مركزًا عالميًا للفكر الديني المعتدل والمتجدد.

تم نسخ الرابط