"كان سايق عربية جوز صاحبته".. القصة الكاملة لواقعة دهس 4 سيدات بكورنيش دمياط
كانت شمس أغسطس تتوارى خلف البيوت العتيقة في دمياط القديمة، والنسيم المسائي الخفيف يمر بين الأشجار القليلة على جانبي شارع الأعصر. بجوار مبنى مديرية الأمن، اعتادت أربع سيدات من الحي أن يجلسن كل مساء على مقاعدهن الصغيرة، يحتسين الشاي ويتبادلن الحكايات. المكان كان بمثابة ركن الأمان لهن، حيث تختلط الضحكات بصوت مرور السيارات البعيد.
دهس 4 سيدات على كورنيش دمياط
في ذلك اليوم، كل شيء بدا مألوفًا؛ الأطفال يلعبون في نهاية الشارع، ورائحة الخبز تتسلل من المخبز القريب. لكن دقائق قليلة كانت كافية لتغيير المشهد بالكامل.
شهود العيان يتذكرون اللحظة جيدًا، وقال أحدهم: "سمعنا صوت كاوتش بيفرمل بعنف، وبصينا لقينا العربية جاية بسرعة، السواق كان باين عليه مرتبك"، وأضاف آخر: "في ثانية لقت العربية طايرة على الرصيف، والستات وقعوا على الأرض".
لحظات مرعبة
ابنة السيدة المصابة “حميدة علام”، لم تكن حاضرة وقت الحادث، لكنها روت ما سمعته من الجيران بصوت يختلط بالصدمة: "أمي كانت قاعدة في نفس مكانها اللي بتقعد فيه كل يوم، بتحكي وتضحك مع جارتها، فجأة لقت العربية جاية عليهم، مفيش حتى وقت يقوموا".
بعد الاصطدام، تحول الشارع إلى مشهد من الفوضى. صرخات واستغاثات، مقاعد مقلوبة، وأكواب شاي انسكبت على الأسفلت، الأهالي اندفعوا للمساعدة، بعضهم حاول تهدئة المصابات، وآخرون أوقفوا السيارات العابرة، فيما تمكن عدد من الشباب من الإمساك بالسائق.
المفاجأة أن السائق لم يكن رجلًا كبيرًا كما ظن البعض، بل شاب صغير السن، بدا عليه الذهول وكأنه لم يستوعب بعد ما حدث. أحد الشهود قال: "كان واقف وسط الناس، مش عارف يتكلم ولا حتى يبرر باين إنه أول مرة يلاقي نفسه في موقف زي ده".
حبس المتهم
لم تمضِ ساعات حتى حضرت الشرطة إلى المكان، واصطحبت الشاب إلى القسم لبدء التحقيقات، وفي وقت لاحق، صدر قرار بحبسه 4 أيام على ذمة القضية، وسط متابعة الأهالي الذين ظلوا يتحدثون عن الحادث لأيام طويلة.
ذلك الرصيف الذي كان يومًا ما ملتقى للضحكات، صار شاهدًا على لحظة مأساوية لن تُنسى. بقايا الشاي المنسكب، الكرسي البلاستيكي المكسور، والوردة التي سقطت من يد إحدى السيدات، جميعها باتت رموزًا لحادث غيّر وجه شارع الأعصر في دقائق.
وتم حبس المتهم بدهس سيدات الأعصر في دمياط 4 أيام على ذمة التحقيقات.
