عاجل

هل يضعف أوزيمبيك العضلات؟ دراسة حديثة تكشف الحقيقة

مرضى السكر
مرضى السكر

في السنوات الأخيرة، ذاع صيت دواء أوزيمبيك (Ozempic) في الأوساط الطبية والإعلامية، ليس فقط بسبب فعاليته الكبيرة في السيطرة على مستويات السكر في الدم لمرضى النوع الثاني من السكري، ولكن أيضًا لما حققه من نتائج لافتة في إنقاص الوزن، ومع ذلك، ظهرت اليوم نتائج دراسة جديدة قد تغير نظرة كثيرين للدواء، بعد أن كشفت عن احتمال تأثيره على قوة العضلات، حتى وإن لم يتسبب في تقليل حجمها.

الدراسة، التي أجريت في جامعة يوتا ونشرت في مجلة Cell Metabolism العلمية، بحثت في التغيرات التي يحدثها أوزيمبيك في الجسم، لتكتشف أن التأثير على العضلات قد لا يكون كما ظن الأطباء سابقًا.

تفاصيل الدراسة

اعتمد الباحثون على تجارب معملية على فئران لاختبار تأثير السيماغلوتايد، المادة الفعالة في أوزيمبيك، على الكتلة الخالية من الدهون، وهي مقياس يشمل العضلات والأنسجة غير الدهنية مثل الكبد والأعضاء الحيوية الأخرى.

النتائج الرئيسية:

  • الفئران فقدت حوالي 10% من الكتلة الخالية من الدهون
  • الجزء الأكبر من هذا الفقدان لم يكن من العضلات، بل من الكبد الذي انكمش حجمه بنسبة تقارب 50%.
 دواء أوزيمبيك
 دواء أوزيمبيك
  • بعض العضلات حافظت على حجمها، لكن قوتها انخفضت، مما يعني أن التأثير ليس على الكتلة العضلية فحسب، بل على الأداء الوظيفي أيضًا.
  • هذا التفريق بين حجم العضلات وقوتها أمر بالغ الأهمية، إذ أن قوة العضلات هي ما يحدد قدرة الشخص على القيام بالأنشطة اليومية، وليس الحجم وحده.

لماذا يقلق الأطباء؟

يحذر الباحثون من أن فقدان القوة العضلية، حتى مع الحفاظ على الحجم، قد يكون له آثار سلبية خاصة على كبار السن أو الأشخاص الذين يعانون بالفعل من ضعف عضلي، فالقدرة على المشي، صعود السلالم، أو حتى النهوض من الكرسي، تعتمد بشكل أساسي على القوة، لا على الحجم فقط.

دواء أوزيمبيك 
دواء أوزيمبيك 

كما أن ضعف القوة العضلية قد يزيد خطر السقوط والإصابات، وهو ما يفتح بابًا للتساؤلات حول ضرورة مراقبة وظائف العضلات لدى مستخدمي أوزيمبيك، خصوصًا عند استخدامه لفترات طويلة.

تصريحات الخبراء

الدكتور كيفن نيفين، الباحث المشارك في الدراسة، أوضح أن "النتائج لا تعني أن أوزيمبيك يضر بالعضلات بالضرورة، لكنها تشير إلى وجود تأثير محتمل على القوة الوظيفية للعضلات، وهو أمر يجب أن نفهمه بشكل أكبر قبل تعميم الدواء على نطاق واسع لفقدان الوزن".

كما شدد الخبراء على أن نتائج الدراسة حتى الآن مستخلصة من أبحاث على الحيوانات، وأنه يجب إجراء تجارب سريرية على البشر لتحديد مدى تطابق هذه النتائج مع الواقع.

توصيات للحفاظ على العضلات أثناء استخدام أوزيمبيك

استنادًا إلى الدراسات العلمية المنشورة اليوم، يوصي الباحثون مستخدمي أوزيمبيك بعدة خطوات لحماية العضلات من التأثر:

  • زيادة تناول البروتين: تناول وجبات غنية بالبروتين يساعد على الحفاظ على الكتلة العضلية.
  • ممارسة تمارين المقاومة: رفع الأوزان أو تمارين القوة تساعد على تقوية العضلات وتحسين وظيفتها.
  • المتابعة الطبية المنتظمة: إجراء فحوص دورية لقياس قوة العضلات ووظائف الجسم.
  • عدم الإفراط في خفض السعرات الحرارية: الحميات القاسية قد تسرّع من فقدان الكتلة العضلية.

أوزيمبيك.. بين الفوائد والمخاطر

لا شك أن أوزيمبيك أحدث ثورة في علاج السكري والمساعدة على فقدان الوزن، لكنه ليس خاليًا من الجدل، فمن جهة، يمنح المرضى تحكمًا أفضل في مستويات السكر وتقليل الوزن الزائد، ومن جهة أخرى، تشير الدراسات الحديثة إلى ضرورة الحذر من تأثيره على وظائف العضلات.

ويرى الأطباء أن الحل يكمن في الموازنة بين الاستفادة من الدواء ومراقبة أي آثار جانبية قد تظهر، خصوصًا مع الاستخدام طويل الأمد.

تم نسخ الرابط