أستاذ اجتماع يحذر: محتوى «تيك توك» يهدد قيم المجتمع والأجيال القادمة

أكد الدكتور طه أبو حسين، أستاذ علم الاجتماع، أن محتوى بعض مشاهير منصة "تيك توك" يشكل خطرًا على المجتمع، خاصة بسبب احتوائه على مواد تافهة أو إيحاءات غير لائقة قد تؤثر سلبًا على القيم والسلوكيات، لا سيما بين الأطفال والمراهقين.
وأوضح أبو حسين في تصريح خاص لـ"نيوز روم" أن سهولة وصول هذه المواد عبر منصات مفتوحة يزيد من تأثيرها السلبي على الفئات الصغيرة، مما يخلق لديهم تساؤلات وتجارب ذهنية مبكرة قد تكون غير صحية.
تنظيم المحتوى ووضع ضوابط
وأشار إلى أن مواجهة هذه الظاهرة تتطلب تنظيم المحتوى ووضع ضوابط واضحة، بدلًا من الاعتماد على المنع القهري، الذي قد يدفع صناع المحتوى للبحث عن طرق جديدة للتحايل على الرقابة.
كما أشار إلى أن الأعمال الفنية والدرامية كان يمكن أن تلعب دورًا استباقيًا في التحذير من هذه الظواهر، وكان من المفترض أن تتخذ الدولة خطوات مبكرة للحد منها عند ظهور مؤشرات خطورتها.
عمليات غسل الأموال
في سياق متصل، فقد كشف المحامي أشرف فرحات، عن تفاصيل مثيرة حول كيفية استغلال منصة "تيك توك" في عمليات غسل الأموال، موضحًا أن بعض الحسابات الوهمية تحمل أسماء مستعارة مثل "المستشار" أو "بندق" وغيرها، تدخل يوميًا لدعم البثوص المباشرة بمبالغ ثابتة أو متغيرة.
وأشار أشرف فرحات، خلال لقائه في برنامج "حديث اليوم" المذاع على قناة الحدث اليوم، إلى أن بعض أصحاب هذه الحسابات يعلنون أمام متابعيهم أنهم يربحون مليون جنيه في ثلاث ساعات فقط، وهو ما اعتبره مؤشراً واضحًا على وجود نشاط مالي غير طبيعي يستدعي التوقف عنده.
من الهدايا إلى الأموال
أوضح أشرف فرحات أن المتابعين يرسلون ما يُعرف بـالهدايا الافتراضية، مثل "الأسود" و"النمور" و"الحيتان"، وهي رموز رقمية تباع بأسعار مرتفعة. وعند تتبع مسار هذه الأموال، نجد أنها تدخل أولاً إلى المنصة، التي تقتطع نسبتها، ثم يتم تحويل الباقي إلى حسابات صانعي المحتوى.
وبيّن أشرف فرحات أن هذه الهدايا تُشترى باستخدام عملات رقمية محظورة قانونيًا في مصر ومحرمة شرعًا، لكن بعد مرورها عبر “تيك توك” تتحول إلى أموال رسمية تودع في البنوك، لتبدو وكأنها أرباح مشروعة.
الحلقة الأخيرة من الغسيل
أضاف أشرف فرحات أن الخطوة الأخيرة في هذه العملية تتمثل في قيام شخص أو جهة معينة بـسحب هذه الأموال من الحسابات البنكية، مقابل عمولة يحصل عليها نظير “خدمة الغسيل”.
وأشار أشرف فرحات إلى أن التربح من “تيك توك” بحد ذاته ليس جريمة، مهما بلغت قيمة الأرباح، لكن الإشكالية تكمن في مصدر الأموال، والطرق التي دخلت بها إلى الحسابات، وهو ما يجعل الأمر خاضعًا للتحقيقات المالية.
الهدايا أم الأموال؟ .. الفارق القانوني
شدد فرحات على ضرورة التفرقة بين الهدايا الرقمية المسموح بها في سياق المنصة، وبين الأموال الكبيرة التي تتحرك عبر الحسابات، والتي قد تكون مرتبطة بجرائم مالية، موضحًا أن الجهات المعنية يمكنها كشف حركة هذه الأموال ومصدرها بسهولة من خلال فحص الحسابات البنكية المرتبطة.
كما أشار أشرف فرحات إلى أن "تيك توك" أعلنت مؤخرًا حذف أكثر من مليوني فيديو لاحتوائها على ألفاظ بذيئة وإيحاءات غير لائقة، في محاولة بحسب وصفه لـ"تهدئة" الرأي العام” في ظل المطالبات المتزايدة بحظر التطبيق في مصر.
هل الحظر هو الحل؟
أكد أشرف فرحات أن حظر تطبيق “تيك توك” لن يكون حلاً جذريًا للمشكلة، مشبهًا الأمر بوجود سكين في المنزل يمكن استخدامها في تقطيع الفاكهة أو ارتكاب جريمة، موضحًا أن الأداة نفسها ليست المشكلة، بل طريقة استخدامها.
وبيّن أشرف فرحات أن الحل الأمثل يتمثل في تفعيل الرقابة على حركة الأموال، ومحاسبة المخالفين، بدلاً من حرمان المستخدمين الشرعيين من الاستفادة من المنصة.