عاجل

صوت من ذهب.. ذكرى ميلاد سيدة الإحساس الفنانة نجاة الصغيرة

نجاة الصغيرة
نجاة الصغيرة

يحتفل الوسط الفني اليوم، الإثنين 11 أغسطس، بعيد ميلاد الفنانة نجاة الصغيرة، إحدى أهم الأصوات التي صنعت مجد الغناء العربي في العصر الذهبي، وصاحبة مسيرة استثنائية امتدت لعقود من الإبداع، لتصبح رمزاً للفن الأصيل وصوتاً لا يتكرر.

نشأة فنية وبدايات مبكرة

وُلدت نجاة في القاهرة لأسرة فنية؛ فوالدها هو الخطاط الدمشقي الشهير محمد حسني البابا، وأختها غير الشقيقة هي الفنانة الراحلة سعاد حسني. بدأت مشوارها الفني في سن الثامنة بفيلم هدية، لكن بدايتها الحقيقية تعود إلى موقف طريف وملهم وهي في الخامسة من عمرها، حين صعدت على كرسي من الخيزران في أحد حفلات نادي الموسيقى الشرقي، مقلدةً السيدة أم كلثوم بمنديل في يدها. في البداية أثار المشهد ضحك الجمهور، لكن سرعان ما تبدلت الضحكات إلى انبهار عند سماع صوتها وهي تغني “غنّي يا كروان”، لينطلق بعدها التصفيق الحار معلناً ميلاد موهبة استثنائية.

مسيرة من الألحان الخالدة

تعاونت نجاة مع كبار الملحنين في تاريخ الموسيقى العربية مثل محمد عبد الوهاب، كمال الطويل، وبليغ حمدي، وقدمت أكثر من 200 أغنية خالدة، من أبرزها:
• عيون القلب
• كل دا كان ليه

كما غنت قصائد الشاعر نزار قباني بألحان محمد عبد الوهاب، ما منحها مكانة خاصة بين عشاق الطرب الرفيع. كانت حريصة على دقة الأداء وقوة الإحساس، فمزجت بين العاطفة النقية والانضباط الفني، مما جعلها مدرسة قائمة بذاتها.

العزلة والعودة المفاجئة

ابتعدت نجاة عن الأضواء عام 2002، في خطوة أثارت حزن جمهورها ومحبيها. لكنها عادت بشكل مفاجئ عام 2017، لتقدم لجمهورها إطلالة فنية جديدة، كما أبهرت الحاضرين في السعودية بأداء مقطع من عيون القلب وسط استقبال حافل من محبيها في الوطن العربي.

العلاقة مع سعاد حسني

رغم شهرة كل من نجاة وسعاد، لم يجتمعا في أي عمل فني، ما أطلق شائعات عن وجود غيرة أو خلاف بينهما. إلا أن نجاة نفت ذلك في حوار لمجلة الموعد عام 1968، مؤكدة أنه كان من المقرر أن يقدما فيلماً مشتركاً تجسد فيه إحدى الشقيقتين دور المطربة التي تضحي من أجل الأخرى، لكن المشروع لم يكتمل، ولم يعلق عليه أحد بعد ذلك.

إرث فني خالد

نجاة الصغيرة ليست مجرد مطربة، بل هي حالة فنية نادرة جمعت بين النقاء الصوتي والدقة التعبيرية، وأعادت صياغة الأغنية العربية بأسلوب يمزج بين الأصالة والتجديد. أغانيها لا تزال تدرّس وتُغنى حتى اليوم، لتبقى رمزاً من رموز الفن العربي الراقي.

تم نسخ الرابط