عاجل

لماذا نعى رسول الله الخوارج؟ الدكتور علي جمعة يوضح العلة وراء ذلك

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، على السبب وراء نعي رسول الله للخوارج، موضحًا العلة الرئيسية التي جعلت النبي صلى الله عليه وسلم يحذر منهم بهذه الطريقة.

الخوارج.. مظهر مادي دون روح

قال الدكتور علي جمعة إن الخوارج كانوا ملتزمين ظاهريًا بشكل كبير، حتى أنهم كانوا يصلون ويصومون أكثر من المسلمين العاديين. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وصفهم قائلاً: «تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم، وصيامكم إلى صيامهم»، مما يدل على أن الخوارج كانوا ملتزمين بمظاهر العبادة. ومع ذلك، تكمن المشكلة في ماديّتهم.

ماديّة الخوارج.. عقولهم تعمل بمنطق حرفي

أضاف أن المشكلة الحقيقية لدى الخوارج، تكمن في أنهم كانوا ماديين بشكل مفرط، إذ إن الدين الإسلامي يعتمد على التوحيد والتجريد الروحي، في حين أن الخوارج رفضوا هذا التجريد. وبدلاً من ذلك، اعتمدوا على تفسير النصوص بشكل حرفي دون فهم روحها أو استنباط معانيها. كانت عقولهم تعمل بمنطق مادي بحت، مما جعلهم يلتزمون بظاهر النصوص فقط.

سمات الخوارج.. الجمود والرفض للروحانيات

1. الجمود عند الظواهر: الخوارج لم يستطيعوا استنباط المعاني العميقة للنصوص، وكانوا يقتصرون على فهمها بشكل سطحي.

2. غياب الروحانيات: لم يكن فيهم حب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أو الدعاء بخشوع، وكانوا يرفضون التوسل بالله للمغفرة، معتبرين ذلك شركًا.

3. تحريف الأولويات: كانوا يهتمون بالتفاصيل الصغيرة مثل حكم دم الذبابة، في حين أنهم كانوا في طريقهم لقتل سيدنا الحسين رضي الله عنه بلا أي شعور بالندم أو التحفظ.

نبوءة النبي عن الخوارج

وأشار جمعة إلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف الخوارج بدقة، وقال عنهم: «يقولون من خير قول البرية، لا يجاوز إيمانهم تراقيهم، طوبى لمن قتلهم وقتلوه»، كما قال أيضًا: «من قتلهم كان أولى بالله منهم». هذه الأحاديث تبيّن تحذير النبي ﷺ من الخوارج وضرورة الابتعاد عنهم لأنهم يحرفون الدين ويفقدونه روحه.

حادثة تُظهر ماديّة الخوارج 

وقال عند مسيرتهم لقتل سيدنا الحسين رضي الله عنه، انشغل أحدهم بسؤال حول حكم دم الذبابة، رغم أنهم كانوا في طريقهم لقتل حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، مشيرا إلى أن مثل هذه السلوكيات تعكس خللًا كبيرًا في التفكير وقصرًا في الفهم.

الدين الإسلامي..  روح وحياة

وأكد الدكتور علي جمعة، أن الدين الإسلامي ليس مجرد أوامر ونواهٍ بل هو روح وحياة. الجسد مهم، ولكن الروح هي الأهم. لا يمكن أن يستقيم الدين إذا كان مجرد جسد بلا روح، ولا روح بلا جسد. لذلك، العيب الأساسي في الخوارج هو ماديّتهم التي جعلتهم يقتلون روح الدين، ويحولونه إلى مجرد جسد بلا حياة.

وأشار إلى أن المشركون لم يستطيعوا توحيد الله بسبب ماديّتهم، ولو تعلموا شيئًا من التجريد والتوحيد، لتركوا الشرك. كذلك، لو فهم الخوارج مقاصد الدين وروحه، لابتعدوا عن التطرف والغلو، واحتفظوا بجوهر الدين الذي يقوم على التوحيد وروحانيتة.

تم نسخ الرابط