إبراهيم الدراوي: مصر قدّمت أنبل النماذج لدعم غزة والقضية الفلسطينية|فيديو

أكد الدكتور إبراهيم الدراوي، خبير شؤون الجماعات الأصولية والجماعات المتطرفة، أن الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية يُعدّ الأشرف والأكثر نبلاً على المستوى الدولي، مشيرًا إلى أن ما قامت به القاهرة منذ 7 أكتوبر وحتى الآن يعكس التزامًا ثابتًا برفض التهجير القسري للفلسطينيين والدفاع عن حقوقهم التاريخية.
وأوضح إبراهيم الدراوي، خلال لقائه في برنامج مساء جديد المذاع عبر قناة المحور الفضائية، أن مصر تحملت ضغوطًا اقتصادية وسياسية كبرى، لكنها ظلت متمسكة بموقفها الرافض لأي مخطط يهدف إلى تغيير ديموغرافية قطاع غزة أو نقل سكانه إلى سيناء.
تضحيات اقتصادية وسياسية
وأشار إبراهيم الدراوي إلى أن مصر دفعت ثمناً سياسياً واقتصادياً باهظاً نتيجة تمسكها بموقفها المبدئي، لافتًا إلى أن القاهرة لم تتوانَ عن حشد كل إمكانياتها الدبلوماسية والإقليمية لمنع تنفيذ مخطط التهجير.
وأضاف إبراهيم الدراوي أن هذا الثبات جعل مصر محوراً رئيسياً في أي مفاوضات أو اتفاقيات تخص غزة، حيث أثبتت قدرتها على إدارة الملف الفلسطيني بحكمة ورؤية استراتيجية واضحة.
أربع ركائز أساسية
وكشف إبراهيم الدراوي أن القاهرة وضعت أربع نقاط أساسية كمرتكز لأي حل شامل للأزمة، وهي: "دخول المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ ومستمر لتلبية احتياجات سكان القطاع، إبرام صفقة تبادل أسرى مرضية للطرفين بما يضمن تحقيق العدالة الإنسانية، إعادة إعمار قطاع غزة بعد سنوات من الدمار والحصار، التوصل إلى حل الدولتين باعتباره الإطار السياسي الوحيد القابل للحياة لإنهاء الصراع.
وأشار إبراهيم الدراوي إلى أن الموقف المصري ساهم في إحداث تغيرات في مواقف دولية كانت تاريخيًا تدعم إسرائيل بشكل مطلق، موضحًا أن هذه التحولات ظهرت جليًا بعد السابع من أكتوبر، حيث بدأت بعض الدول في مراجعة سياساتها والضغط لفتح ممرات إنسانية ودعم الحل السياسي.
القاهرة بين العمل الميداني
لفت إبراهيم الدراوي إلى أن الجهود المصرية لم تقتصر على التصريحات السياسية، بل تجسدت على الأرض عبر تجهيز آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية، والتي بلغت نحو 5 آلاف شاحنة في العريش، بانتظار الدخول إلى غزة.
وأضاف إبراهيم الدراوي أن المشكلة الحقيقية لا تكمن في الموقف المصري، بل في رفض الجانب الإسرائيلي إدخال هذه المساعدات، مؤكدًا أن هذا الرفض يوضح أن غزة هي المحاصرة فعليًا وليس مصر كما يروج البعض.
مواجهة الحملات الممنهجة
وحذر إبراهيم الدراوي من وجود حملات إعلامية وسياسية ممنهجة تسعى لتشويه دور مصر، خاصة من قبل بعض الجهات التي تحاول تحميل القاهرة مسؤولية الحصار، في حين أن الواقع يثبت أن مصر فتحت معبر رفح على مدار الساعة وأن المعوقات تأتي من الجانب الآخر.
اختتم إبراهيم الدراوي حديثه بالتأكيد على أن التاريخ سيسجل أن مصر كانت حامية القضية الفلسطينية بين عامي 2023 و2025، إذ أحبطت محاولات القضاء عليها أو تفريغها من مضمونها.

حماية القضية الفلسطينية
وأوضح إبراهيم الدراوي أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول "عدم وجود حماس أو فتح أو أي مسار للمصالحة" تكشف خطورة المرحلة الحالية، وأن القاهرة تدرك حجم التحدي وتتعامل معه برؤية متكاملة تجمع بين العمل الميداني والتحرك السياسي الواسع.