خبير عسكري: إسرائيل تسعى إلى السيطرة على الضفة والقدس وتستخدم غزة كغطاء إعلامي

أوضح اللواء محمد الغباري، مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق والمستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، أن الهدف الاستراتيجي الأساسي لإسرائيل في المرحلة الراهنة يتمثل في السيطرة الكاملة على الضفة الغربية والقدس، مع فرض هيمنة أمنية على قطاع غزة.
ما يحدث في غزة
وأضاف الغباري، خلال لقائه ببرنامج "الحياة اليوم" المذاع على قناة الحياة، أن الهجوم الذي وقع في السابع من أكتوبر تم توظيفه من قِبل إسرائيل لصرف أنظار العالم نحو ما يحدث في غزة، بينما تستكمل فرض سيطرتها في الضفة الغربية دون ضجيج.
وأشار إلى أن تقارير متعددة كشفت عن تهجير 40 ألف مواطن فلسطيني من غزة خلال العام الماضي، في إطار سياسة ممنهجة تستهدف تغيير الواقع الديموغرافي على الأرض، لافتًا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي اعتمد منذ البداية على الهجرة غير الشرعية من أوروبا وتأسيس مستوطنات على الساحل، بينما تجاهل غزة والضفة في بداية المشروع الصهيوني.
المزاعم الإسرائيلية حول "الحق التاريخي"
ونوه الغباري إلى أن المزاعم الإسرائيلية حول "الحق التاريخي" لا تجد لها سندًا حقيقيًا، ولذلك يتجنب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخوض في هذا الملف، ويركز بدلاً من ذلك على فرض السيطرة الميدانية والأمنية، مشددًا على أن الضفة الغربية تُمثّل القلب الحقيقي للدولة الفلسطينية، ما يجعلها الهدف الأهم ضمن مخططات الاحتلال.
ومن جانبه، أوضح الدكتور عاهد فراونة، الكاتب والباحث السياسي والخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة جاءت موجهة بشكل أساسي إلى الإعلام الدولي، وليست إلى الداخل الإسرائيلي، في محاولة منه لتخفيف الضغوط المتزايدة على حكومته بشأن الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة.
العمليات العسكرية تستهدف إنقاذ الأسرى الإسرائيليين في غزة
وأضاف فراونة، خلال تصريحاته عبر قناة القاهرة الإخبارية، أن نتنياهو سعى من خلال مؤتمره الصحفي الأخير إلى التبرير بأن العمليات العسكرية تستهدف إنقاذ الأسرى الإسرائيليين في غزة، مدعياً أن استمرار احتجازهم قد يؤدي إلى وفاتهم جوعاً، ما يُعد اعترافًا ضمنيًا بوجود مجاعة حقيقية في القطاع نتيجة الحصار المشدد وإغلاق المعابر.
ونوه الباحث السياسي إلى أن المجتمع الدولي بات أكثر قناعة بوجود كارثة إنسانية حقيقية في غزة، في ظل انتشار صور صادمة للمعاناة، حتى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علق ساخرًا بأن الصور وحدها تكفي لتأكيد وجود مجاعة، مؤكدًا أن نتنياهو يحاول الآن تجنب تحميله المسؤولية القانونية، خاصة في ظل تصاعد المطالب بمحاكمته دوليًا بتهم تتعلق بجرائم ضد الإنسانية.