سياسي: نتنياهو يناور لتجنب اتهامات المجاعة في غزة ويواجه أزمة داخلية متصاعدة

أوضح الدكتور عاهد فراونة، الكاتب والباحث السياسي والخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة جاءت موجهة بشكل أساسي إلى الإعلام الدولي، وليست إلى الداخل الإسرائيلي، في محاولة منه لتخفيف الضغوط المتزايدة على حكومته بشأن الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة.
العمليات العسكرية تستهدف إنقاذ الأسرى الإسرائيليين في غزة
وأضاف فراونة، خلال تصريحاته عبر قناة القاهرة الإخبارية، أن نتنياهو سعى من خلال مؤتمره الصحفي الأخير إلى التبرير بأن العمليات العسكرية تستهدف إنقاذ الأسرى الإسرائيليين في غزة، مدعياً أن استمرار احتجازهم قد يؤدي إلى وفاتهم جوعاً، ما يُعد اعترافًا ضمنيًا بوجود مجاعة حقيقية في القطاع نتيجة الحصار المشدد وإغلاق المعابر.
ونوه الباحث السياسي إلى أن المجتمع الدولي بات أكثر قناعة بوجود كارثة إنسانية حقيقية في غزة، في ظل انتشار صور صادمة للمعاناة، حتى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علق ساخرًا بأن الصور وحدها تكفي لتأكيد وجود مجاعة، مؤكدًا أن نتنياهو يحاول الآن تجنب تحميله المسؤولية القانونية، خاصة في ظل تصاعد المطالب بمحاكمته دوليًا بتهم تتعلق بجرائم ضد الإنسانية.
الموقف داخل إسرائيل
وفيما يتعلق بالموقف داخل إسرائيل، أشار فراونة إلى وجود خلافات حادة بين المؤسستين السياسية والعسكرية، حيث أبدى رئيس الأركان الإسرائيلي إييال زمير تحفظه على خطة احتلال ما تبقى من غزة والمخيمات الوسطى، مشددًا على أن الجيش منهك ويحتاج لتجنيد عشرات الآلاف من جنود الاحتياط لتنفيذ أي عملية واسعة جديدة.
وأكد فراونة أن نتنياهو يحاول أيضًا الحفاظ على تماسك ائتلافه الحكومي، لا سيما بعد تهديدات الوزير المتطرف بتسلئيل سموتريتش بالانسحاب، في ظل اعتقاده بأن نتنياهو يستخدم خطة الاحتلال للضغط فقط وليس للتنفيذ الفعلي، بينما يعارض حلفاء آخرون استمرار الحرب خشية المطالبة بتجنيد "الحريديم" من أتباعهم، وهو ما يعارضونه بشدة.
واختتم فراونة تصريحاته بالتنويه إلى أن الكلمة المرتقبة لنتنياهو مساء اليوم موجهة بالأساس للداخل الإسرائيلي، في محاولة لطمأنة الشارع وتهدئة التوترات داخل حكومته، لا سيما بعد اتساع فجوة الثقة بينه وبين أهالي المحتجزين الإسرائيليين الذين بدأوا في تنظيم احتجاجات وإضرابات.