خبير يكشف أسرار جرائم التيك توكرز: «محتوى خادش وتهديد لقيم المجتمع»|فيديو

كشف المستشار كريم أبو اليزيد، المتخصص في قضايا المحكمة الاقتصادية، عن تفاصيل قانونية مثيرة تتعلق بانتشار ظاهرة "البلوجرز" و"التيك توكرز" المتهمين بجرائم تتراوح بين خدش الحياء وغسيل الأموال، مبينًا أن القضية تتجاوز حدود المحتوى الهابط لتصبح واجهة لعصابات دولية تمارس أنشطة إجرامية منظمة.
الإبلاغ عن المحتوى المخالف
وأوضح كريم أبو اليزيد ، خلال مداخلة عبر قناة المحور، أن المحتوى يُصنَّف خادشًا للحياء إذا احتوى على إيحاءات جنسية، أو نظرات تحمل دلالات، أو تحريض مباشر على الفسق والفجور، مثل نشر مقاطع رقص أو ارتداء ملابس غير لائقة، مشيرًا إلى أن القانون يُجرم هذه الأفعال ويخضع مرتكبيها للمساءلة القانونية.
شدد كريم أبو اليزيد على حق أي مواطن في الإبلاغ عن المحتوى المخالف، سواء عبر تقديم بلاغ للنائب العام أو تحرير محضر في قسم الشرطة أو من خلال مباحث الإنترنت، موضحًا أن وزارة الداخلية تقوم بفحص البلاغات وإعداد تقرير فني، وفي حال عدم وجود مخالفة، يتم حفظ البلاغ بشكل تلقائي.
غسيل أموال تحت ستار
وأشار كريم أبو اليزيد إلى أن دور الأجهزة الرقابية لا يقتصر على المتابعة فقط، بل يمتد إلى اتخاذ إجراءات صارمة تجاه كل من يثبت تورطه، ما يعزز الردع ويحد من انتشار الظاهرة.
في مفاجأة وصفها بـ"المدوية"، كشف كريم أبو اليزيد أن الهدايا التي يتلقاها بعض البلوجرز والتيك توكرز خلال البث المباشر ليست حقيقية، بل يتم إرسالها من حسابات وهمية تديرها عصابات دولية متخصصة في غسيل الأموال.
الأجهزة الرقابية والمخططات
وأضاف كريم أبو اليزيد أن هذه الشبكات تستغل البلوجرز كواجهة لإدخال أموال ضخمة إلى البلاد بطرق غير مشروعة، ثم تُستخدم هذه الأموال في شراء عقارات وسيارات لإخفاء مصدرها الأصلي، وهو ما يشكل جريمة مكتملة الأركان وفقًا للقانون.
أشاد كريم أبو اليزيد بدور الأجهزة الرقابية مثل جهاز الرصد بوزارة الداخلية، والنيابة العامة، ووحدة مكافحة غسيل الأموال بالبنك المركزي، والتي تمكنت من تتبع هذه العصابات وكشف أساليب عملها.
تهديد للقيم والمجتمع
وأكد كريم أبو اليزيد أن الحملة الأخيرة لوزارة الداخلية أسفرت عن القبض على عدد كبير من المتورطين، وأدت إلى انخفاض ملحوظ في المحتوى الهابط، وهروب بعض صناع هذا المحتوى خارج البلاد خوفًا من الملاحقة القانونية.
حذّر كريم أبو اليزيد من أن استمرار هذه الظاهرة يشجع على ترك التعليم، ويعزز ثقافة الكسب السريع غير المشروع، مما يضر بالقيم المجتمعية ويهدد استقرار الاقتصاد. كما نبه إلى خطورة انتشار التسول الإلكتروني الذي بات يأخذ أشكالًا جديدة عبر المنصات الرقمية.

مكافحة هذه الظاهرة
وشدد كريم أبو اليزيد على أن مكافحة هذه الظاهرة ليست مسؤولية الأجهزة الأمنية فقط، بل تتطلب وعيًا مجتمعيًا وتعاونًا بين الأسر، والمدارس، والإعلام، من أجل حماية النشء من الانجراف وراء هذه النماذج السلبية التي لا تقدم أي قيمة حقيقية.