عالم بالأوقاف: ضبط النفس عند الغضب قوة وتوجيه نبوي عظيم |فيديو

أكد الدكتور أيمن أبو عمر، أحد علماء وزارة الأوقاف، أن التحكم في النفس أثناء الغضب يمثل قمة القوة الحقيقية، وليس ضعفًا كما يعتقد البعض، موضحًا أن الغضب شعور إنساني طبيعي، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في كيفية التعامل معه، وما يترتب عليه من قرارات قد تؤثر سلبًا على العلاقات الإنسانية والحياة الاجتماعية.
نموذج نبوي لضبط النفس
جاء ذلك خلال حلقة من برنامج "رحماء بينهم"، المذاع على قناة الناس، حيث أشار الدكتور أيمن أبو عمر إلى أن النبي محمد ﷺ، قدم نموذجًا رائعًا في ضبط النفس، مستشهدًا بموقفه مع رجل جاءه يطلب الوصية، فقال له النبي:" لا تغضب"، وكررها ثلاث مرات، في دلالة واضحة على خطورة الغضب وتأثيره السلبي على حياة الإنسان.
وأوضح أن هذا التوجيه النبوي يعكس أهمية ضبط النفس، حيث إن الغضب قد يؤدي إلى قرارات متسرعة ومدمرة، مثل إنهاء علاقات أسرية أو صداقة، واتخاذ مواقف قد يندم عليها الإنسان لاحقًا، مشيرًا إلى أن الشخص الذي يستطيع السيطرة على انفعالاته يتمتع بحكمة وقوة داخلية تمنحه احترام الآخرين وتقديرهم.
خطوات عملية للسيطرة
وقدم عالم وزارة الأوقاف نصائح عملية للتعامل مع الغضب، مستشهدًا بتوجيهات النبي ﷺ، حيث قال: "إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع". وبيّن أن هذه الخطوات تساعد على تهدئة النفس وتقليل حدة التوتر، مشيرًا إلى أن السكوت، وتغيير الوضعية، والابتعاد عن مصدر التوتر من أفضل الطرق للسيطرة على الغضب.
كما أشار إلى أهمية الوضوء في مثل هذه الحالات، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ:" إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تُطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ"، موضحًا أن الوضوء يساعد على تهدئة الأعصاب وإعادة التوازن النفسي.

الرحمة وقت الغضب
وشدد الدكتور أيمن على أن الرحمة وضبط النفس عند الغضب من أعظم الصفات التي دعا إليها الإسلام، مؤكدًا أن الشخص الذي يتحلى بالحلم والصبر يكسب احترام الناس ومحبتهم، ويحقق السلام النفسي والاجتماعي، موضحًا أن القدرة على ضبط النفس تعكس نضجًا وحكمةً وقوةً حقيقيةً، حيث قال النبي ﷺ: "ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب".
ودعا عالم وزارة الأوقاف إلى تعزيز ثقافة ضبط النفس والرحمة بين الناس، خاصة في ظل الضغوط اليومية والتحديات التي يواجهها الأفراد، مؤكدًا أن اتباع الهدي النبوي في التعامل مع الغضب يحقق توازنًا نفسيًا واجتماعيًا، ويجعل الإنسان أكثر قدرة على اتخاذ قرارات حكيمة بعيدًا عن الانفعالات اللحظية التي قد تترك أثرًا سلبيًا طويل المدى.