عالم بالأوقاف: تحقيق صلاح البال لا يقتصر على الجانب الروحي فقط (فيديو)

أكد الدكتور عصام الروبي، أحد علماء وزارة الأوقاف، أن تحقيق صلاح البال لا يقتصر على الجانب الروحي فقط، بل يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتطبيق الاحتواء وحسن العشرة في مختلف جوانب الحياة، سواء في علاقتنا مع الوالدين، أو بين الأزواج، أو في التربية الأسرية، مشددًا على أن التحلي بهذه القيم يمكن أن ينعكس إيجابيًا على استقرار المجتمع بأسره.

الاحتواء مع الوالدين

وخلال حلقة برنامج "وأصلح بالهم"، المذاع عبر قناة الناس، أوضح الدكتور الروبي أن الاحتواء يجب أن يبدأ داخل الأسرة، حيث يعد بر الوالدين أحد أسمى أشكال الاحتواء العاطفي والاجتماعي. 

وأشار إلى أن الأبناء يجب أن يتعاملوا مع آبائهم وأمهاتهم بلين ورحمة، وأن يحرصوا على إدخال السرور إلى قلوبهم، والابتعاد عن أي تصرف قد يسبب لهم الحزن أو الضيق.

كما شدد على أن الاحترام والتقدير من الأمور البسيطة التي قد تصنع فارقًا كبيرًا في العلاقة بين الأبناء والوالدين، مشيرًا إلى أن تخصيص وقت للجلوس مع الأهل بعيدًا عن الانشغال بالهواتف أو المشاغل اليومية، يمكن أن يكون بمثابة رسالة حب واهتمام تعزز الروابط الأسرية وتحقق رضا الوالدين.

العلاقة بين الأزواج

وفي سياق حديثه عن صلاح البال في الحياة الزوجية، دعا الدكتور الروبي الأزواج إلى التحلي بالصبر والتسامح في التعامل مع زوجاتهم، مؤكدًا أن الزواج السعيد يقوم على مبدأ حسن العشرة، وهو ما يقتضي أن يقدم الزوج الإحسان لزوجته حتى في لحظات الخلاف، وأن يسعى جاهدًا لإسعادها دون انتظار مقابل، مشيرًا إلى أن ذلك من هدي النبي محمد ﷺ في تعامله مع أهل بيته.

كما وجه نصيحة إلى الزوجات بضرورة التعامل مع أزواجهن بطاعة وحسنى، مؤكدًا أن هذه العلاقة يجب أن تبنى على المودة والرحمة، وليس على المصالح المتبادلة أو الحسابات الشخصية. 

ولفت إلى أن تحقيق التفاهم العاطفي بين الزوجين يساعد على بناء أسرة متماسكة، وينعكس إيجابيًا على الأبناء والمجتمع.

حسن العشرة والتسامح

وأشار الدكتور الروبي إلى أن حسن العشرة ليس مقتصرًا فقط على العلاقات الزوجية، بل يمتد ليشمل جميع العلاقات الأسرية والاجتماعية، موضحًا أن الإنسان الذي يتحلى بالتسامح والاحتواء يستطيع أن يحظى بحياة أكثر استقرارًا، بعيدًا عن التوتر والصراعات.

وأكد على أن الإحسان في التعامل مع الآخرين، سواء كانوا والدين، أزواجًا، أو أبناء، هو السبيل الحقيقي لتحقيق السكينة والرضا، وهو ما يجسد مفهوم صلاح البال الذي يسعى إليه الجميع.