عاجل

أبو هاشم: الطريقة الشاذلية مدرسة صوفية قائمة على الكتاب والسنة (فيديو)

 الدكتور محمد أبو
الدكتور محمد أبو هاشم

 أكد الدكتور محمد أبو هاشم، عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، أن الطريقة الشاذلية تعد من أبرز المدارس الصوفية التي تأسست على منهج الكتاب والسنة، مشددًا على أن مؤسسها، الإمام أبو الحسن الشاذلي، كان نموذجًا للعالم الرباني الذي جمع بين العلوم الشرعية والتزكية الروحية، فكان مرجعًا في المعرفة والسلوك القويم.

الإمام الشاذلي ومسيرته 

جاءت تصريحات الدكتور أبو هاشم خلال حلقة من برنامج "أهل المحبة" الذي يُبث عبر قناة "الناس"، حيث سلط الضوء على شخصية الإمام أبو الحسن الشاذلي، موضحًا أنه ينتمي إلى نسب الإمام الحسن بن علي رضي الله عنهما. 

نشأ الإمام الشاذلي في المغرب الأقصى، حيث تلقى تعليمه الأولي، ثم انتقل إلى تونس ليواصل رحلته العلمية، قبل أن يسافر إلى العديد من البلدان، بحثًا عن العلم والمعرفة، حتى وصل إلى مصر عام 642هـ، حيث استقر في الإسكندرية.

وخلال إقامته هناك، أسس الإمام الشاذلي مجالس علمية كانت مقصدًا لكبار العلماء في ذلك الوقت، مثل العز بن عبد السلام وابن دقيق العيد، حيث تميز أسلوبه بالدعوة إلى التصوف القائم على الالتزام بالشريعة الإسلامية، بعيدًا عن المغالاة أو الخروج عن تعاليم الدين الحنيف.

التصوف شريعة وروحانية

وأوضح أبو هاشم أن الإمام الشاذلي كان يؤكد على ضرورة التمسك بالشريعة، موضحًا أن أي إلهام أو كشف يخالفها لا يُعتد به، وهو مبدأ أساسي في التصوف السليم الذي يجمع بين العلم والعمل، دون الانعزال عن الحياة أو الانغماس في الغلو الروحي.

ومن أبرز تعاليمه، أنه كان يحث المسلمين على الظهور بمظهر حسن والاهتمام بالمظهر الخارجي، استنادًا إلى قول الله تعالى: "خذوا زينتكم عند كل مسجد"، ما يعكس رؤيته المتوازنة التي تدمج بين الروحانية والمظهر اللائق، بعيدًا عن التصورات الخاطئة التي تربط التصوف بالزهد المبالغ فيه أو الإهمال الشخصي.

انتشار الطريقة الشاذلية 

وأشار الدكتور أبو هاشم إلى أن الطريقة الشاذلية انتشرت في مصر بفضل تلميذه ووريثه الروحي، سيدي أبو العباس المرسي، الذي واصل نشر تعاليم الإمام الشاذلي بين الناس، وأسس مدرسة روحية شكلت نقطة تحول في التصوف الإسلامي.

وقد استمر تأثير الطريقة الشاذلية حتى بعد وفاة الإمام الشاذلي، حيث تُوفي عام 656هـ أثناء توجهه لأداء فريضة الحج، ودُفن في وادي حميثرة بمحافظة البحر الأحمر، ليظل قبره مزارًا لمحبيه وأتباع طريقته، الذين يعتبرونه أحد أعلام التصوف الإسلامي الذين رسخوا منهجًا متزنًا في التزكية الروحية والتمسك بالشريعة.

توازن بين العلم والتصوف

وشدد الدكتور أبو هاشم على أن التصوف الصحيح لا يعني الانعزال عن الدنيا، بل هو تصوف العلم والعمل، مشيرًا إلى أن الطريقة الشاذلية تمثل نموذجًا متكاملاً للتصوف القائم على الكتاب والسنة، وهو النهج الذي ينبغي على كل مسلم أن يسير عليه، ليحقق التوازن بين الروحانية والتطبيق العملي للدين في حياته اليومية.

تم نسخ الرابط