أشرف سنجر: الإعلام الأمريكي يحاول تصريحات نتنياهو على أنها ورقة ضغط| فيديو
قال أستاذ السياسات الدولية، الدكتور أشرف سنجر، إن مجلس الوزراء الإسرائيلي يتجه للمصادقة على خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاحتلال قطاع غزة، رغم معارضة قوية من القادة الأمنيين واندلاع مظاهرات حاشدة من أهالي الأسرى والمحتجزين داخل إسرائيل.
وأوضح أشرف سنجر، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "اليوم" المذاع على قناة dmc، أن الإعلام الأمريكي يحاول تصوير تصريحات نتنياهو على أنها ورقة ضغط على حركة حماس، بينما الواقع يؤكد أن الحركة تُستَخدم كـ"شماعة" لتبرير إبادة الشعب الفلسطيني، معتبرًا أن المضي في هذا القرار سيكون "غير عقلاني بامتياز" ويمثل "الجنون بعينه".
تلاعب بالمصطلحات
أشار أشرف سنجر إلى أن إسرائيل تحاول التلاعب بالمصطلحات عبر استخدام كلمة "السيطرة" بدلًا من "الاحتلال" لتفادي المساءلة أمام القانون الدولي، إذ أن دولًا عديدة مثل مصر وتركيا وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة أعلنت مواقف واضحة ضد هذه الخطة، محذرًا من أن تنفيذها سيضع إسرائيل في مواجهة مباشرة مع المجتمع الدولي.
وأضاف أشرف سنجر أن استطلاعًا للرأي في ألمانيا أظهر أن الأغلبية الساحقة ترفض خطة الاحتلال، وهو ما يعكس تراجع التأييد الدولي لإسرائيل.
الدعم واستعدادات عسكرية
رغم المواقف الدولية الرافضة، أكد أشرف سنجر أن إسرائيل لا تبالي بهذا الرفض طالما أن الدعم الأمريكي المطلق مستمر، كاشفًا عن تصريحات إسرائيلية تشير إلى مناورات لرفع جاهزية القوات استعدادًا لاجتياح يبدأ في 25 أكتوبر ويستمر ستة أشهر، ضمن خطة عسكرية تم الإعداد لها منذ سنوات.
وأوضح أشرف سنجر أن هذه التحركات تعكس نية واضحة لتغيير الواقع الميداني في غزة بالقوة، متجاهلة التداعيات الإنسانية والسياسية الكارثية.
الهروب من المساءلة الداخلية
وحول الأبعاد السياسية الداخلية، أوضح أشرف سنجر أن نتنياهو يسعى من خلال هذا التصعيد للهروب من المساءلة بشأن قضايا الفساد التي تلاحقه وفشله في إدارة المشهد الإسرائيلي بعد أحداث 7 أكتوبر.
وأشار أشرف سنجر إلى أن عدد قتلى الجيش الإسرائيلي في غزة بلغ نحو ألف جندي وأكثر من 9 آلاف مصاب، في حين يحاول الإعلام الإسرائيلي التعتيم على هذه الخسائر الكبيرة حفاظًا على المعنويات الداخلية.
المخاطر على مستقبل نتنياهو
اختتم أشرف سنجر تصريحاته بالتأكيد على أن أي عملية عسكرية بهذا الحجم قد تكون بمثابة نهاية سياسية لنتنياهو داخل إسرائيل، خاصة في ظل تنامي الضغوط الدولية على الولايات المتحدة لوقف دعمها غير المشروط له.
وأوضح أشرف سنجر أن هذا الدعم أدى إلى تدهور صورة واشنطن عالميًا، وزيادة الانتقادات لرفضها الالتزام بالقانون الدولي، محذرًا من أن المضي في الخطة سيضع إسرائيل وأمريكا في مواجهة عزلة دبلوماسية غير مسبوقة.
