عاجل

تلال القمامة تحاصر شوارع دمياط.. والأهالي: عيالنا بيموتوا والمسؤولين مش معانا

جانب من الجولة
جانب من الجولة

في مشهد يعكس تحديًا حقيقيًا لجهود النظافة بالمحافظة، تبدو شوارع وأحياء دمياط وكأنها دخلت في معركة طويلة مع القمامة، انتهت – ولو مؤقتًا – بانتصارها على محاولات الإزالة، لتفرض أكوام النفايات وجودها على الأرصفة والطرقات، وتتحول إلى جزء من المشهد اليومي للسكان.

ففي جولة "نيوز رووم" الميدانية صباح اليوم، كانت صور التكدسات واضحة بدءًا من مداخل القرى والمناطق الشعبية، وصولًا إلى بعض الشوارع الحيوية داخل المدينة. أكياس بلاستيكية ممزقة، بقايا طعام متناثرة، وروائح كريهة تتسلل إلى نوافذ المنازل، بينما تحوم القطط والكلاب الضالة حول الحاويات الممتلئة، في مشهد يثير استياء المارة ويهدد الصحة العامة.

عدد من الأهالي أكدوا أن الأزمة ليست وليدة اليوم، بل هي نتيجة تراكمات لسنوات من ضعف منظومة جمع القمامة، وغياب الصيانة الدورية للحاويات، فضلًا عن قلة عدد سيارات النقل المخصصة لرفع المخلفات. ويشير بعضهم إلى أن أوقات الجمع غير منتظمة، ما يؤدي إلى تكدس القمامة لعدة أيام، خاصة في المناطق البعيدة عن قلب المدينة.

يقول الحاج محمود، أحد سكان حي الأعصر: "الموضوع بقى مزمن.. بنشوف سيارات النظافة مرة أو مرتين في الأسبوع، والباقي القمامة بتزيد وتتحلل في الشارع". فيما تضيف أم ياسر، من سكان منطقة الأعصر الجديدة: "الأطفال بيلعبوا جنب الحاويات، والريحة لا تُطاق.. إحنا محتاجين حل جذري مش مجرد رفع مؤقت".

من جانبهم، يحمّل بعض الأهالي جزءًا من المسؤولية لسلوكيات المواطنين، حيث يقوم البعض بإلقاء القمامة في الشوارع بدلًا من الحاويات، أو تركها في أكياس مفتوحة، ما يجعلها عرضة للبعثرة بفعل الرياح أو الحيوانات الضالة.

في المقابل، يشير مسؤولو الوحدة المحلية إلى أن هناك خططًا لتحسين الخدمة، تشمل زيادة عدد الحاويات، وصيانة المعطوب منها، بالإضافة إلى رفع وتيرة جمع القمامة، لكنهم يؤكدون أن محدودية الميزانية ونقص العمالة يعوقان سرعة التنفيذ.

الأزمة لا تقف عند حدود المظهر العام، بل تمتد إلى تهديد بيئي وصحي، حيث يمكن أن تتحول أكوام القمامة إلى بؤر لانتشار الحشرات والقوارض، وتزيد من احتمالية انتشار الأمراض، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف.

ويرى خبراء البيئة أن الحل يتطلب مقاربة شاملة، تبدأ من التوعية بأهمية الالتزام بمواعيد إلقاء القمامة في الأماكن المخصصة، مرورًا بزيادة كفاءة منظومة الجمع والنقل، وصولًا إلى تبني برامج لإعادة التدوير تقلل من حجم المخلفات المرسلة إلى الشوارع.

حتى ذلك الحين، تبقى القمامة في شوارع دمياط "منتصرًا مؤقتًا" في معركة النظافة، بينما ينتظر المواطنون تدخلًا عاجلًا يعيد للشوارع مظهرها الحضاري، ويضع حدًا لمشهد أصبح مألوفًا رغم خطورته.

"نيوز رووم" ستواصل متابعة الملف، وتنقل لكم الجديد في معركة دمياط مع القمامة، آملين أن يتحول الانتصار قريبًا لصالح النظافة.

 

تم نسخ الرابط