لماذا زادت حالات الطلاق فى الكنيسة الفترة الأخيرة؟

يعتبر الطلاق فى المسيحية من الأمور غير المحببة بشكل كبير، فهو يتعارض بين تعاليم الكتاب المقدس حول الزواج والطلاق، وبين الواقع الاجتماعى والثقافي للمجتمعات المسيحية. ففى الكنيسة الأرثوذكسية، يعتبر الزواج اتحادًا مقدسًا بين الرجل والمرأة، ويتم النظر إلى الطلاق على أنه حل أخير للزواج الفاشل.
ومع ذلك، تتيح الكنيسة الأرثوذكسية إمكانية الطلاق فى بعض الحالات، مثل الخيانة الزوجية أو الإساءة الجسدية أو النفسية، وفى هذه الحالات، يتم النظر إلى الطلاق على أنه حل إنسانى وروحانى للزوجين.
وفي العصر الحديث، شهدت الكنيسة الأرثوذكسية زيادة في عدد حالات الطلاق، على الرغم من أنها تعمل طول الوقت على توفير الدعم الروحانى والنفسى للزوجين الذين يواجهان صعوبات فى زواجهم، وتعمل على توفير حلول بديلة للطلاق.
الطلاق فى الكنيسة بلائحة 1938
وكان الأنبا بولا مطران طنطا وأسقف كنائس طنطا وتوابعها الأرثوذكسية، والمسؤول عن الأحوال الشخصية فى الكنيسة الأرثوذكسية، خلال تصريحات إعلامية مع الإعلامية لميس الحديدى قد أفاد أن لائحة 1938، خاصة فى قضايا الطلاق، كانت تتعارض بشدة مع قوانين الكنيسة وتعاليم الإنجيل، موضحًا: "كان الشخص يحصل على حكم طلاق بموجب اللائحة، لكنه يواجه رفضًا في المجلس الإكليريكي لإتمام الزواج بسبب تعارض الحكم مع قوانين الكنيسة، ما أدى إلى مشاكل كبيرة".
وبيّن أن هناك فصل كامل بين دور الكنيسة والقضاء فى قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين، وأصبح الزواج فى الكنيسة الأرثوذكسية يخضع لشروط خاصة، بما فى ذلك اتحاد الطائفة بين الزوجين، وبالإضافة إلى ذلك، أتاح مشروع القانون للقاضى استخدام كافة القرائن الممكنة لإثبات واقعة الزناكز.
ولفت إلى أن هناك فصلًا كاملًا بين دور الكنيسة والقضاء فى قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين، مشيرًا إلى أن التصريح بالزواج الثاني حق مطلق الكنيسة وفقًا للقانون الجديد.
المجالس الإكليريكية
ويوجد فى الكنيسة مجلس يسمى المجلس الإكليريكى للأحوال الشخصية، وهذا المجلس هو المسئول عن موضوعات الانفصال أو بطلان الزواج، وكان مسئول عن هذا المجلس الأنبا بولا مطران طنطا وكان يزور العالم أجمع ويبذل مجهود كبير، لذلك قسمت الكنيسة المجلس إلى 6 مجالس إقليمية فأصبح هناك مجلس فى أمريكا ومجلس في أووربا ومجلس لأسيا وأستراليا و 3 مجالس داخل مصر فى وجه بحرى وإسكندية ومجلس للقاهرة ومجلس للصعيد.
وفى عام 2021 افتتحت الكنيسة الأرثوذكسية، المقر الجديد للمجلس الإكليريكى الإقليمى الفرعى للإسكندرية والوجه البحرى، وذلك بمبنى البطريركية بالإسكندرية، بعد تجهيزه بإمكانات حديثة، وشارك فى الافتتاح صاحبا النيافة، الأنبا بافلي الأسقف العام لكنائس قطاع المنتزه، والأنبا إيلاريون الأسقف العام لكنائس قطاع غرب والقمص أبرآم إميل وكيل البطريركية بالإسكندرية.
ويجتمع المجلس الأكليريكي للأحوال الشخصية مرة في العام على الأقل، ويختص بدراسة وتقييم أعمال المجالس على مستوى الأقاليم والإبراشيات، والتخطيط ووضع اللوائح والدراسات اللازمة لرعاية الأسر المسيحية، ودراسة الحالات الخاصة بالأحوال الشخصية التى يحيلها البابا إلى هذا المجلس، وتبلغ مدة تلك المجالس الجديدة 3 سنوات قابلة للتجديد، ويضم تشكيل المجالس كاهنين وطبيبة وقانوني.
وتعود أزمة طلاق الأقباط إلى عام 2008 حين ألغى البابا شنودة البطريرك الراحل لائحة 1938 التى كانت تبيح للأقباط الطلاق لثمانية أسباب وقصر الطلاق على علة الزنا فقط، مما تسبب فى وجود آلاف العالقين فى زيجات فاشلة، بينما استصدر البابا تواضروس لائحة أحوال شخصية جديدة تحاول حل تلك المشكلات التى شكلت صداعا فى رأس الكنيسة القبطية.
وفى سبتمبر من العام الماضى أصدر البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قرارًا بشأن تغيير رؤساء وأعضاء المجالس الإكليريكية الإقليمية للأحوال الشخصية بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية المعنية بالطلاق والزواج الثانى، وذلك بعد انتهاء مدة المجالس السابقة.
ونشرت مجلة الكرازة، المنبر الإعلامي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، القرار البابوي الثالث لعام 2024، بخصوص تشكيل المجلس الإكليريكي للأحوال الشخصية للأقباط خلال الفترة من أغسطس 2024 وحتى يوليو 2027.
تشكيل المجلس الإكليريكى فى مصر والمهجر
وجاء القرار البابوي بشأن المجالس الإكليريكية على النحو التالي:
- الدائرة الأولي: القاهرة الكبرى يرأسها الأنبا أنجيلوس الأسقف العام، والسكرتير القس يوسف عطية.
الأعضاء (القس يوحنا جون، القس داود إدوارد، القس إسحق يعقوب، القس كاراس لمعي، القس بيجول فهمي، القس مرقس ماهر، ألبير أنسي، الدكتورة مارسيل عبدالله).
- الدائرة الثانية: الإسكندرية والوجه البحري: يرأسها الأنبا إيلاريون الأسقف العام، السكرتير القس يوحنا مجدي.
الأعضاء (القس داود نبيل، القس يوليو إدوارد، القمص أنطونيوس فرج الله، القس بولا ميمي، مدحت رزق الله).
- الدائرة الثالثة: الرئيس الأنبا ثاؤفيليس أسقف منفلوط وتوابعها، والسكرتير، ساويروس فوات عطالله الأعضاء: مرقس عطية عبدالله، وتهاني فيليب أديب، والدكتورة سلوى سمير صادق)
المجلس الإكليريكي في أوروبا وآسيا وأستراليا
- الدائرة الرابعة: قارة أوروبا: الرئيس الأنبا مارك أسقف باريس، السكرتير، القمص أرسانيوس بشري.
الأعضاء (جوزيف إستفانوس، القس كيرلس وأقيم، جوزيف أسبيرو، الدكتورة سلوى عطية).
- الدائرة الخامسة: الرئيس الأنبا بيتر أسقف نورث كارولينا وتوابعها، السكرتير القمص أنتوني باسيلي.
الأعضاء: (القمص أرسانيوس راغب، القس جون بشارة، القس جون رياض، ديفيد بديع، الدكتورة جيهان فرج).
- الدائرة السادسة: آسيا وأستراليا: الرئيس نيافة الأنبا دوماديوس أسقف 6 أكتوبر وتوابعها، السكرتير القمص ميخائيل إبراهيم ( الكويت).
الأعضاء: (القمص مرقس يسي "ملبورن"، والقس حنا جاد "سيدني"، والقمص مينا حنا "الإمارات").
على أن يتم الاستعانة بطبيبة ومحام في كل دولة