حفتر يعلن إطلاق «رؤية 2030» تزامنا مع ذكرى تأسيس الجيش الليبي

أعلن المشير خليفة حفتر، قائد القوات المسلحة الليبية، عن إطلاق «رؤية 2030» التي تهدف إلى تحديث وتطوير قدرات الجيش الليبي، وتعزيز جاهزيته لمواجهة التحديات الأمنية الإقليمية والدولية، وضمان استقرار ليبيا وحمايتها، في الذكرى الخامسة والثمانين على تأسيس الجيش الليبي.
وجاء الإعلان خلال احتفال عسكري ضخم أقيم في مدينة بنغازي، بحضور كبار قادة وضباط القوات المسلحة. وأكد حفتر خلال الحفل أن الجيش هو صمام أمان الوطن وركيزة وحدته الوطنية، مشدداً على تمسك الجيش بعقيدته الراسخة التي تقوم على الولاء لله أولاً ثم للوطن، والدفاع عن إرادة الشعب الليبي.
وأوضح أن «رؤية 2030» تستند إلى مبادئ التدريب المستمر والانضباط العسكري، بالإضافة إلى تطوير القدرات القتالية والتقنية، بهدف تحقيق جاهزية كاملة لمواجهة أي تهديد داخلي أو خارجي.

تاريخ تأسيس الجيش الليبي ومحطاته المهمة
تأسس الجيش الليبي في التاسع من أغسطس 1940، حين انطلقت قوات المقاومة الليبية من مصر في منطقة أبو رواش بمحافظة الجيزة، وشاركت إلى جانب القوات البريطانية في محاربة القوات الإيطالية، وكان تعدادها نحو 11 ألف مقاتل.
بعد إعلان استقلال ليبيا عام 1951، بدأت الحكومة في إعادة هيكلة الجيش، وأرسلت بعثات عسكرية إلى الخارج، قبل إنشاء أول مدرسة عسكرية في مدينة الزاوية عام 1953 لتخريج دفعات من الضباط.
وفي البداية، قاد الجيش ضابط بريطاني، ثم العميد عمران الجاضرة، وفي عام 1954 توجهت ليبيا إلى العراق للاستفادة من خبراتهم العسكرية، حيث انتُدبت نخبة من أفضل العسكريين الليبيين للتدريب هناك.
وفي إطار تاريخ تأسيس الجيش، اجتمع الأمير إدريس السنوسي في أكتوبر 1939 بالإسكندرية مع قيادات ليبية معارضة للاحتلال الإيطالي، وقرروا تفويضه للتفاوض مع الحكومة البريطانية لتشكيل جيش ليبي يساهم في تحرير البلاد، وأسفرت تلك المفاوضات عن تأسيس وحدات ليبية للقتال ضد الاحتلال. فيما تأسست الكلية العسكرية الملكية في بنغازي عام 1957، لتكون معقلاً لتخريج الضباط.
محمد السنوسي في الذكرى الـ85 لتأسيس الجيش الليبي
في مناسبة الذكرى، عبّر محمد السنوسي، نجل ولي العهد الملكي السابق، عن حزنه لما أصاب الجيش من انقسام، قائلاً: «لا نقبل أن تنقسم أجزاء الجيش أو أن يطرح أي وساطات لتوحيده، فالجيش بُني من لُحمة واحدة، فكيف يتجزأ؟».
وكتب محمد السنوسي في منشور على منصة «إكس»: «الملك إدريس السنوسي لم يؤسس الجيش فقط، بل بنى الدرع الذي نمت وتأسست تحته الدولة الليبية الأولى، وعقيدته تقوم على حماية استقلال الوطن وحماية ترابه من كل عدوان».
وأضاف السنوسي : «ما يطمئننا أن هذه العقيدة الراسخة لا تزال حيّة في قلب المؤسسة العسكرية العريقة التي تأسست قبل أكثر من ٨٠ عاماً، وأنها ستظل صامدة في وجه التحديات، حتى يتم إعادة بناء الدولة الليبية المنشودة».