عاجل

بعد إقالته المفاجئة.. براساد يعود إلى إدارة الغذاء والدواء FDA

FDA
FDA

عاد الدكتور فيناي براساد إلى منصبه القيادي في إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، مستأنفًا مهامه في رئاسة مركز تقييم وأبحاث البيولوجيا (CBER)، وذلك بعد أقل من أسبوعين على إقالته المفاجئة التي أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والتنظيمية.

وأكد متحدث باسم وزارة الصحة والخدمات الإنسانية لموقع Fierce Pharma أن براساد عاد إلى منصبه بناءً على طلب رسمي من إدارة الغذاء والدواء FDA، مشيرًا إلى أن الوكالة تعيد الثقة به لقيادة تنظيم اللقاحات والعلاجات الجينية والخلوية، في وقت تشهد فيه الإدارة سلسلة من التغييرات القيادية المتلاحقة.

وجاءت مغادرة براساد السابقة في أعقاب ضغوط من جماعات تمثل المرضى، على خلفية خلاف تنظيمي مع شركة Sarepta Therapeutics، إلى جانب موجة من الانتقادات من شخصيات محافظة بارزة.

ووفقًا لتقرير نشرته Politico، فإن الرئيس دونالد ترامب أمر بإقالة براساد رغم اعتراض وزير الصحة روبرت إف. كينيدي الابن ومفوض إدارة الغذاء والدواء FDA الدكتور مارتي مكاري، وذلك بحسب مصادر مطلعة على القرار.

ورفض المتحدث باسم وزارة الصحة التعليق على ما إذا كان الرئيس ترامب على علم بعودة براساد، مكتفيًا بالقول: "لن تسمح البيت الأبيض ولا وزارة الصحة بأن تشتت وسائل الإعلام الكاذبة الانتباه عن العمل الحيوي الذي تقوم به إدارة الغذاء والدواء تحت إدارة ترامب."

وفي مؤتمر صحفي، أعرب الدكتور مكاري عن رغبته في إعادة توظيف براساد، مؤكدًا أن التقارير التي تحدثت عن تدخل من البيت الأبيض في قرار الإقالة "غير صحيحة على الإطلاق".

 

انتقادات من اليمين وتصعيد إعلامي

 

عودة براساد أثارت ردود فعل متباينة، خاصة من الناشطة اليمينية لورا لومر، التي يُقال إنها تتمتع بوصول مباشر إلى الرئيس ترامب، وكانت وراء إقالة عدد من المسؤولين السابقين في الإدارة. 

لومر وصفت براساد بأنه "مخرب يساري تقدمي"، واعتبرت تعيينه "فشلًا كارثيًا في التدقيق داخل الإدارة"، مشيرة إلى تصريحاته السابقة التي انتقد فيها سياسات "الحق في المحاولة" التي تبناها ترامب، ووصفت فلسفته التنظيمية بأنها "معادية لترامب بشكل جوهري".

وعقب إعلان مكاري عن محاولته إعادة براساد، صعّدت لومر من انتقاداتها عبر منصة X، متسائلة عما إذا كان البيت الأبيض يرحب بتصريحات مكاري التي توحي بأن براساد لا يزال مرحبًا به في إدارة ترامب.

وأضافت: "الكثير من المسؤولين في إدارة ترامب تصرفوا بشكل فردي ليصبحوا نجوماً بدلاً من خدمة الرئيس... هذا سينتهي بشكل كارثي يوماً ما."

مواقف إعلامية متباينة

من جانبها، رحبت هيئة تحرير صحيفة وول ستريت جورنال بخبر مغادرة براساد، مشيرة إلى أن انتقاداته السابقة لإدارة الغذاء والدواء FDA جاءت "من اليسار".

كما انتقدت الصحيفة اختيار مكاري للدكتور جورج تيدمارش كمدير مؤقت لمركز تقييم وأبحاث البيولوجيا، والذي أصبح مؤخرًا مديرًا لمركز تقييم الأدوية، معتبرة أن تعيينه "لن يعزز الثقة في الوكالة"، خاصة وأنه، مثل براساد، انتقد موافقة الإدارة السابقة على علاج Sarepta الجيني لمرض ضمور العضلات الدوشيني (Elevidys).

 

أزمة العلاج الجيني وتداعياتها

جاءت أنباء مغادرة براساد مساء الثلاثاء 29 يوليو، بعد يوم واحد من إعلان إدارة الغذاء والدواء السماح لشركة Sarepta باستئناف علاج المرضى القادرين على الحركة باستخدام علاجها الجيني Elevidys، رغم تقارير عن وفاة ثلاثة مرضى غير قادرين على الحركة بسبب فشل كبدي حاد بعد تلقيهم العلاج.

ورغم أن هذه الوفيات كانت السبب المباشر في وقف شحنات العلاج، إلا أن الإدارة أشارت في بيانها إلى وفاة طفل يبلغ من العمر 8 سنوات تلقى العلاج وكان قادرًا على الحركة، معتبرة أن وفاته "ليست مرتبطة مباشرة بالعلاج الجيني".

 وجاء في البيان: "مجتمع المرضى هو صوت مهم، وستواصل إدارة الغذاء والدواء الاستماع إلى آرائه والاستجابة لها."

مستقبل براساد في الإدارة

في ظل التدخل السياسي المحتمل وتأثير جماعات المرضى، أشار المحلل ماني فوروهر من شركة Leerink Partners إلى أن المدير الجديد لمركز تقييم وأبحاث البيولوجيا قد يميل أكثر نحو سياسات "الحق في المحاولة" التي يتبناها ترامب وكينيدي، وهو ما قد ينعكس على توجهات الوكالة في تنظيم العلاجات الجينية والخلوية.

وحذر فوروهر من أن "تغيير السياسات التنظيمية كل بضعة أشهر هو النهج الأكثر تدميرًا على الأرجح"، مؤكدًا أن وجود نهج تنظيمي ثابت في إدارة الغذاء والدواء FDA ضروري لازدهار صناعة الأدوية الحيوية.

وبينما يعود براساد إلى منصبه وسط تجاذبات سياسية وتنظيمية، يبقى السؤال مفتوحًا حول مدى قدرته على الاستمرار في قيادة مركز تقييم وأبحاث البيولوجيا، في ظل بيئة مشحونة بالتوترات والضغوط المتعددة.

تم نسخ الرابط