حسام داغر: الفن مظلة تجمع الترفيه والتوجيه والتعليم ويغير سلوكيات المجتمع

أكد الفنان حسام داغر، أن الفن لا يمكن حصره في كونه مجرد وسيلة ترفيه أو رسالة تعليمية فقط، بل هو "مظلة كبيرة" تشمل الترفيه، التوجيه، والتعليم معًا.

الفن بين الرسالة والترفيه

وأوضح حسام داغر، خلال لقائه في برنامج "الستات مايعرفوش يكدبوا" المذاع عبر قناة CBC، أن الفن قادر على التأثير في المجتمع بطرق تتجاوز قدرات الحملات التوعوية، إذ يمكنه معالجة القضايا المعقدة بأسلوب قريب من الناس، وجذب انتباههم بشكل أعمق من المحاضرات أو البرامج الإرشادية.

وأشار حسام داغر إلى أن الفن قد يكون في جزء منه ترفيهًا، وفي جزء آخر وسيلة توجيهية وتعليمية، مستشهدًا بمسلسل "ولاد الشمس" الذي تناول قضايا الأطفال في الملاجئ، مبينًا أن هذا العمل أوصل رسالته بفاعلية تفوق أي حملة توعية قد تستمر لعشرين عامًا.

قوة تغيير القوانين والسلوكيات

لفت حسام داغر إلى أن الفن كان له دور ملموس عبر التاريخ في تغيير القوانين والسلوكيات الاجتماعية، إذ استطاعت الدراما والسينما أن تحرك الرأي العام وتؤثر في القرارات السياسية والاجتماعية.

وأضاف حسام داغر أن الفن بمثابة مرآة للمجتمع، تعكس عيوبه ومزاياه، وتساعد الجمهور على التعرف على ذاته من خلال الشخصيات التي يشاهدونها على الشاشة.

الشغف قبل الموهبة

وأكد حسام داغر أن الدراما قادرة على تلخيص سنوات من الشرح النظري في بضع مشاهد مؤثرة، وأن الجمهور يجد نفسه في العمل الفني أكثر مما يجده في المحاضرات أو الكتب، مشيرًا إلى أن الناس تميل إلى رؤية واقعها في القصص والشخصيات، وتستخلص منها الحكمة والتوازن.

تحدث حسام داغر عن تجربته في إدارة ورش التمثيل، موضحًا أنه يبدأ مع المتقدمين بمقابلة شخصية (إنترفيو) للتعرف على دوافعهم الحقيقية وراء الرغبة في التمثيل. وأوضح أنه يسعى لاكتشاف ما إذا كان الشخص يمتلك شغفًا حقيقيًا بفن الأداء وتجسيد الشخصيات، أم أن الأمر مجرد رغبة في الشهرة أو المكاسب المادية.

إدارة ورش التمثيل

وبيّن حسام داغر أن فهم أصل كلمة "التمثيل" يساعد على إدراك جوهر المهنة، فالتمثيل في جوهره هو "تمثيل عن شيء أو فئة"، مثلما يمثل السفير بلده في الخارج. وهذا يعني أن الممثل يقوم بتجسيد شرائح مختلفة من المجتمع، حتى لو لم يكن جزءًا منها بشكل مباشر.

أوضح حسام داغر أن الموهبة قد تكون فطرية لدى بعض الأشخاص، لكنها تحتاج دائمًا إلى صقل بالممارسة والتدريب المستمر. وشبّه الأمر بعزف البيانو، فالمبتدئ لا يستطيع العزف فورًا في أول حصة، بل يحتاج إلى التدرج والتعلم.

الموهبة والممارسة

وأشار إلى أن ورش التمثيل تتيح للمتدربين فرصة التجربة العملية، وتطوير مهاراتهم تدريجيًا، مع التركيز على القدرة على تقمص الشخصيات المختلفة وإيصال الرسائل بصدق، لافتًا إلى أن بعض الأشخاص قد لا يمتلكون الاستعداد النفسي أو الشغف الكافي للمهنة، وفي هذه الحالة يكون من الأفضل توجيههم لمجالات أخرى تناسبهم.

اختتم داغر حديثه بالتأكيد على أن الفن سيظل قوة مؤثرة في تشكيل وعي الأفراد والمجتمعات، وأنه يمتلك قدرة فريدة على الدمج بين المتعة والمعرفة، وبين الترفيه والتغيير الاجتماعي، معربًا عن أمله في أن تستمر الأعمال الفنية في تناول القضايا الإنسانية والاجتماعية بعمق وصدق، بما يحقق التوازن بين رسالة الفن ودوره الترفيهي.