وزير الأوقاف: «البسملة» أول رسالة رحمة وجمال من الله إلى العالمين

قال الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف: إن قول الله سبحانه وتعالى :"بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" هو أول رسالة سماوية موجَّهة إلى البشرية وإلى الخلق أجمعين، وقد افتتح الله بها خطابه مع الكون كله، ليعلِّمنا أن مدخل العلاقة بين الخالق والمخلوق هو الرحمة والجمال واللطف، وأن رحمة الله سبقت غضبه، فهي البوابة التي يدخل منها النور إلى القلوب والعقول."
فكتب وزير الأوقاف عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك :( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ) هي أول رسالة إلهية مرسلة إلى البشرية والخلق أجمعين، فبدأ الله خطابه مع الكون بمدخل الرحمة والجمال واللُّطف.
أساس بناء الحضارة يقوم على اللطف
وأوضح العلماء أن افتتاح الخطاب الإلهي للإنسانية بالرحمة يحمل دلالة عظيمة على أن أساس بناء الحضارة يقوم على اللطف والإحسان، لا على القهر أو العنف، وأن طريق الإصلاح يبدأ من استحضار معاني الرحمة في الفكر والسلوك والمعاملة.
افتتاح كل عمل باسم الله
وقيل أن تكرار البسملة في مطالع السور إنما هو تذكير دائم للمؤمن بأن يفتتح كل شأن من شؤون حياته باسم الله، مستحضرًا رحمته الواسعة، ليظل القلب متصلًا بالمصدر الأسمى للجمال والنور، وليكون فعله في الدنيا انعكاسًا لرحمة الله في الأرض.
فرحمة الله سبحانه وتعالى شملت الخلق جميعًا، مؤمنهم وكافرهم، برهم وفاجرهم، فهي التي بها تتنفس الكائنات وتتحرك الأحياء وتستمر الحياة، وهي التي وسعت السماوات والأرض وما فيهما. واستشهد بقوله تعالى: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾، مشيرًا إلى أن المؤمن الحق هو من يسعى ليكون رحيمًا بخلقه كما أمره الله، فيكون لسانه طيبًا، ويده معطاءة، وقلبه عامرًا بالشفقة على الناس، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي وصفه ربه بقوله: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾.
الرقة المقرونة بالإحسان
قال العلماء إن معنى الرحمة في أصلها اللغوي : الرقة المقرونة بالإحسان، وهي عطاء نابع من محبة وشفقة، يفيض بالخير على الغير من غير انتظار مقابل. وبيّن المفسرون أن رحمة الله نوعان: عامة تشمل جميع المخلوقات في حياتهم ومعايشهم، وخاصة بالمؤمنين في الدنيا بالهداية والتوفيق، وفي الآخرة بالمغفرة والرضوان. وأوضحوا أن استفتاح كل أمر بالبسملة هو استمداد لمدد هذه الرحمة الإلهية، واستحضار لعظمة المنعم المتفضل، حتى يكون العمل مباركًا موصولًا بالخير والبركة.