أشرف الشرقاوي يكشف 5 بنود لخطة تل أبيب بشأن قطاع غزة |فيديو

أكد الدكتور أشرف الشرقاوي، أستاذ الدراسات الإسرائيلية، أن القرار الأخير للحكومة الإسرائيلية بشأن قطاع غزة تضمن خمسة بنود رئيسية، وهي: السيطرة الكاملة على القطاع، تحرير الرهائن، إقامة حكم لا يتبع حركة حماس، نزع السلاح من غزة وحماس، بالإضافة إلى إضعاف نفوذ الحركة.
وأوضح أشرف الشرقاوي، خلال حواره في برنامج "صباح الخير يا مصر" على القناة الأولى، أن هذه الأهداف "غير واقعية وغير قابلة للتحقيق" في ظل المعطيات الحالية، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدرك جيداً طبيعة ما يطرحه، لكنه يستخدم هذه البنود كأدوات سياسية وإعلامية أكثر من كونها أهدافاً قابلة للتنفيذ الفعلي.
صعوبة التنفيذ وقياس النتائج
وأشار أشرف الشرقاوي إلى أن المشكلة لا تكمن فقط في استحالة التنفيذ، بل أيضاً في غياب مؤشرات واضحة لقياس مدى تحقق هذه الأهداف على أرض الواقع، مضيفًا أن تحقيق السيطرة الكاملة على غزة، على سبيل المثال، يحتاج إلى تكلفة بشرية ومادية هائلة، فضلاً عن أنه قد يفتح الباب أمام مقاومة طويلة الأمد تجعل الاحتلال أمراً غير مستقر.
كما أوضح أشرف الشرقاوي أن إقامة حكم بديل لحركة حماس داخل غزة تمثل تحدياً سياسياً وأمنياً كبيراً، نظراً لتعقيدات المشهد الداخلي الفلسطيني، ورفض قطاعات واسعة من السكان لأي سلطة مدعومة من الاحتلال.
أزمة نزع السلاح
وحول بند نزع سلاح حركة حماس، أكد أشرف الشرقاوي أن هذا الشرط يمثل أزمة معقدة، لأن الحركة تعتبر سلاحها أداة دفاعية موجهة ضد إسرائيل، ولن تتخلى عنه بسهولة. وأشار إلى أن الجانب الإسرائيلي لا يتمتع بالمصداقية الكافية، إذ تخشى الأوساط الفلسطينية من أن يؤدي تنفيذ هذا البند إلى ارتكاب مجازر أو اعتداءات واسعة بحق المدنيين.
وأضاف أشرف الشرقاوي أن أي محاولة لنزع السلاح بشكل كامل قد تدفع الأوضاع نحو انفجار أكبر، ما لم تترافق مع ضمانات دولية صارمة لحماية السكان وضمان حقوقهم.
تجميد السلاح كحل وسط
واقترح أشرف الشرقاوي إمكانية التوصل إلى حل وسط يتمثل في تجميد سلاح حركة حماس بدلاً من نزعه بالكامل، بحيث يبقى تحت رقابة وضمانات دولية، إلى أن يتم التوصل إلى تسوية سياسية شاملة. وأوضح أن مثل هذا الحل يمكن أن يفتح الباب أمام تهدئة طويلة الأمد، ويمنح الفرصة لإعادة إعمار القطاع وتحسين الأوضاع الإنسانية.
لكن أشرف الشرقاوي شدد في الوقت ذاته على أن نتنياهو يضع عقبات أمام أي تسوية أو وقف للحرب، عبر تبني مواقف متشددة، وإطلاق شروط تعجيزية، بهدف كسب المزيد من الوقت وتجنب التزامات سياسية قد تضعف موقفه أمام حلفائه في اليمين الإسرائيلي.

تعقيدات المشهد المستقبلي
واختتم أشرف الشرقاوي حديثه بالتأكيد على أن مستقبل غزة يظل معلقاً بين الأهداف الإسرائيلية المعلنة، والمقاومة الفلسطينية التي ترفض التنازل عن حقوقها، مشدداً على أن أي حل حقيقي يجب أن يقوم على احترام القانون الدولي، وضمان حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، ووقف السياسات التي تزيد من تعقيد الأزمة وتعميق المأساة الإنسانية.