عاجل

بينها بلوغ سن الأربعين والزلازل.. آيات توقظ الغافلين فاحفظها وانتبه

حدوث الزلازل
حدوث الزلازل

قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن هناك منبهات نبهنا الله إليها في الكون كالزلازل، وفي الآفاق، وفي الأنفس، وفي التاريخ؛ علامات يُستدل بها على ما وراءها.

آيات توقظ الغافلين 

وتابع من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: فهذه المنبهات قد تتعلق بالإنسان؛ فهو يُولد صغيرًا لا يعلم شيئًا، ثم يشُب ويقوى، ثم يشيخ ويضعف، كما قال تعالى: {وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ}.

وأضاف: عندما يبدأ الشيب في الرأس، وتصيب العظام الهشاشة، فذلك تنبيه للإنسان بأن يخلع عن نفسه رداء الغفلة والعصيان، وأن يستعد ليوم الرحيل، ويقدم في دنياه ما يُرضي الله عنه، كما قال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.

ونبه أن بلوغ الأربعين علامة من العلامات، ومنبه من المنبهات التي تُوقظ العاقل وترده إلى ربه.

كما أن وهن العظم، وهشاشته، وخط الشيب في الرأس، منبهات لعل الإنسان  يرتدع ويعود، والمرض بعد الصحة من منبهات الله التي توقظ القلب والعقل، ليعود العبد إلى ربه.

لماذا تحدث الزلازل؟ 

ومن المنبهات الكونية: الزلازل. جعلها الله تعالى آيات توقظ الغافلين، وتذكر بالزلزال الأكبر يوم القيامة، قال تعالى: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا}، كأنه يحدث نفسه ولا يخاطبها: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا}.

وبين أن الزلازل من المنبهات، الغرض منها  أن يتذكر الإنسان أن هذه الدنيا فانية، وأن الحياة قد تنتهي في أية لحظة، فإذا استحضر ذلك، هانت عليه الدنيا، وحضر الموت أمام عينيه.

يقول تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ}.

ماذا بعد بلوغ الأشد؟ 

{وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى} وهو في عز الشباب. {وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً}، ثم ينقلك السياق إلى مشهد الأرض: {وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ}. فيذكرك الله بالقيامة: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ}. و يُذكِّرك بأن الخلق أطوار.

وجعل الله تعالى العلامات في السماوات أيضًا، فقال: {وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ}. وقال: { وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}. ثم قال: { وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ}، فالقمر يظهر هلالاً،     ثم يصير بدرًا، ثم ينقص حتى يعود هلالاً، وكل ذلك جعله الله علاماتٍ: للابتداء، والتوسط، والانتهاء.
إذن 
لِكُلِّ شَيءٍ إِذا ما تَمّ نُقصانُ *  فَلا يُغَرَّ بِطيبِ العَيشِ إِنسانُ
هِيَ الأُمُورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ * مَن سَرّهُ زَمَن ساءَتهُ أَزمانُ.
قالها أبو البقاء الرّندي وهو يرى الأندلس تنهار بعد مجد، كما ينحط البدر في السماء إلى أن يصير هلالاً.

وشدد: ففي الكون، وفي الآفاق، وفي الأنفس، وفي التاريخ، منبهات وعلامات تزيد  الإيمان، وتنزع الخوف، وتُهون أمر الدنيا، وتنزعك نزعًا من العصيان إلى طاعة الرحمن . والعاقل خصيم نفسه . 
والعاقل هو من يلتفت إلى العلامات، فيعود إلى ربه.
 

تم نسخ الرابط