وزارة الأوقاف تطلق قافلتين دعويتين من مطروح لمكافحة الفكر المتطرف

شهدت مديرية أوقافِ مطروح، صباحَ اليومِ الجمعةِ، انطلاقَ القافلةِ الداخليةِ، بالتزامنِ مع انطلاقِ القافلةِ الوزاريةِ الحُدوديَّةِ لتنشيطِ العمل الدعوي برعاية الدكتور أسامة الأزهري، وزيرِ الأوقافِ، وجهودِ الوزارةِ الحثيثة لنشر القيم الإسلاميةِ السَّمحةِ، ومواجهةِ الأفكارِ الهدَّامةِ.
وفي كلمتِه، رحب الشيخ حسنِ محمدٍ عبدِ البصير ،مديرأوقاف مطروح بأعضاءِ القافلةِ الدعوية، مُثمِّنًا جهودَهم في دعمِ العملِ الدعوي بالمناطقِ الحدودية،وأوصى الأئمة والخطباءَ بضرورةِ الالتزامِ بوقتِ خطبةِ الجمعةِ، مراعاةً لأحوالِ المصلينَ، مُستشهدًا بحديثِ النبيِّ ﷺ: «إنَّ طولَ صلاةِ الرجلِ وقصرَ خطبتِه مَئِنَّةٌ من فقهِه»، ومعناه، أن التيسيرَ على الناسِ في العبادةِ من سِماتِ أهلِ الفضلِ.
التعامل مع الجماهير بالرفق
وأكد أنَّ موضوعَ الخطبةِ لهذا اليوم "الرِّفق" يقتضي أن يكونَ الأئمةُ أول المتمسِّكينَ به في تعاملِهم مع جماهيرِ المصلينَ، استنادًا إلى قولِ النبيِّ ﷺ: «إنَّ الرِّفقَ لا يكونُ في شيءٍ إلا زانَه، ولا يُنزعُ من شيءٍ إلا شانَه».
ووجه إلى تفعيلِ خُلُقِ الرِّفقِ في مواجهةِ التحدياتِ الفكريةِ المعاصرةِ، وتسخيرِه لخدمةِ قضايا الأمَّةِ، ونشرِ ثقافةِ الوسطيةِ، ومحاربةِ التطرُّفِ والغلوِّ، استنادًا إلى قولِه تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾ [آل عمران: 159].
أسباب انحراف الشباب
وبيَّن أنَّ التشددَ والتنطُّع في الدينِ كان سببًا في انحرافِ بعضِ الشبابِ نحو مسالكِ الغلوِّ، مُذكِّرًا بحديثِ النبيِّ ﷺ: «إيَّاكم والغلوَّ في الدينِ، فإنَّما أهلكَ مَن كان قبلَكم الغلوُّ في الدينِ» (رواه النسائي).
إنَّ الغُلُوَّ صاحَبَ البشريةَ طوالَ تاريخِها، فلا تكادُ تخلو أمَّةٌ من ظهورِ بعضِ المتشدِّدينَ، فكان خطابُ اللهِ تعالى للسابقينَ: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ﴾ [النساء: 171].
والعجبُ أنَّ الغلاةَ والمتنطعينَ يُزيِّنُ لهم الشيطانُ أنَّهم حملةُ رايةِ الحقِّ دون غيرِهم، مهما علتْ رتبتُهم أو ارتفعَ قدرُهم، ففي وجودِ الرسولِ الأعظمِ ﷺ، وبينَ يديه، كان صاحبُ الغلوِّ ينطقُ هُجرًا وزورًا، فيقول: «هذه قِسمةٌ ما أُريدَ بها وجهُ الله»، حتى بلغَ الأمرُ بالمتنطعينَ والغلاةِ المسرفينَ أنْ يتَّهموا أمينَ السماءِ، وصاحبَ الرسالةِ، ويَتَوهَّموا أنَّهم أحرصُ على العدلِ والحقِّ من الرسولِ الكريمِ ﷺ.
لقد نُكِبَت الأمَّةُ عبرَ تاريخِها على يدِ الغلاةِ، الذين كفَّروا المؤمنينَ واستباحوا دماءَهم، فأُزهِقت الأرواحُ، وضاعت الأوطانُ، وأُهين الإنسانُ. ولعلَّ الصفاتِ التي توارثوها منذُ نشأتِهم – من التَّعالُمِ، والغرورِ، وادعاءِ احتكارِ الحقيقةِ، والتعصُّبِ للرأيِ، وإنكارِ الآخرِ، والشدةِ، والعنفِ، والغلظةِ – التي تتنافى مع روحِ الدينِ، مع تشدُّدِهم في مسائلِ الخلافِ، تُبرِزُ ضيقَ أفقِهم وسطحيَّةَ أفكارِهم.
وقد ساعدَ في ذلك غيابُ المحضنِ العلميِّ أو ندرته، ممَّا أتاحَ الفرصةَ للمتعالمينَ المغرورينَ لبثِّ الأفكارِ المغلوطةِ، التي تُبذِرُ بذورَ التطرُّفِ والغلوِّ، الذين وعدَ اللهُ أصحابَها بالهلكةِ والضياعِ، في قولِه ﷺ: «إيَّاكم والغلوَّ في الدينِ، فإنَّما أهلكَ من كان قبلَكم الغلوُّ في الدينِ» وقولِه: «هلكَ المتنطِّعون».
واختُتِمَ اللقاءُ بالتأكيدِ على أنَّ القيمَ الأخلاقيةَ – وفي مقدمتِها الرِّفقُ – هي خطُّ الدفاعِ الأوَّلُ في مواجهةِ الانحرافِ الفكريِّ والسلوكيِّ، وأنَّ نشرَ الرِّفقِ واللينِ والتسامحِ في المجتمعِ واجبٌ شرعيٌّ ودعويٌّ وأخلاقيٌّ؛ لضمانِ نشرِ السلامِ، ودوامِ الوئامِ.
و شهدت إدارة أوقاف النجيلة القافلة المشتركة بين الأزهر والأوقاف بقيادة الشيخ إبراهيم محفوظ الشيخ مدير إدارة أوقاف النجيلة .