من بينها ساعة الاستجابة و الصلاة على النبي… لا تفوّت سنن يوم الجمعة

يوم الجمعة هو اليوم الذي اختاره الله ليكون عيدًا لأمة محمد ﷺ، يومٌ تتنزّل فيه البركات، وتُغفر فيه الذنوب، وتُجاب فيه الدعوات. ومن رحمته بنا أن دلّنا نبيه ﷺ على سنن عظيمة فيه، من فعلها نال خيرًا كثيرًا، وارتقى في درجات القرب.

من سنن الجمعة التي لا ينبغي التفريط فيها:

1. الاغتسال والتطيب وارتداء أجمل الثياب

أول ما يُسنّ فعله صباح الجمعة هو الاغتسال، كما ورد في الحديث: “غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم” (متفق عليه)، والمقصود هنا تأكيد الاستحباب لا الإلزام.

كذلك يُستحب التطيّب ولبس أنظف وأجمل الملابس، تأسيًا بما فعله النبي ﷺ، فقد ورد عنه: “من اغتسل يوم الجمعة، ثم راح في الساعة الأولى، فكأنما قرّب بدنة…”، في إشارة إلى فضل التهيئة الكاملة لهذا اليوم المبارك.

2. التبكير إلى المسجد وقراءة سورة الكهف

من السنن المهجورة عند كثيرين: الذهاب مبكرًا لصلاة الجمعة. فكلما بادر المسلم إلى المسجد، نال أجرًا أعظم. فقد كان السلف يعدّون كل ساعة قبل الصلاة بمثابة قربان مختلف القيمة.

كما يُستحب قراءة سورة الكهف، لما ورد في الحديث: “من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة، أضاء له من النور ما بين الجمعتين.”

3. الإكثار من الصلاة على النبي ﷺ والدعاء في الساعة المباركة

الجمعة يومٌ تُرفع فيه الأعمال، ويُستحب فيه الإكثار من الصلاة على النبي ﷺ، كما قال: “أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة، فإن صلاتكم معروضة عليّ.”

ومن أعظم خصائص هذا اليوم: وجود “ساعة استجابة”، وهي لحظة لا يصادفها عبد مؤمن يسأل الله إلا استجاب له. ورجّح كثير من العلماء أنها في الساعة الأخيرة من يوم الجمعة، أي قبل المغرب.

4. الإنصات التام للخطبة والسكينة في المسجد

من آداب الجمعة التي كثيرًا ما تُغفل: الاستماع الكامل للخطبة دون انشغال أو حديث، فقد قال النبي ﷺ: “إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت والإمام يخطب فقد لغوت.” (متفق عليه)

كما يُستحب دخول المسجد بهدوء، وأداء تحية المسجد، ثم الانشغال بالذكر وقراءة القرآن حتى وقت الصلاة.

 ساعة الاستجابة.. متى وكيف نغتنمها؟

تُعدّ ساعة الاستجابة من أعظم عطايا يوم الجمعة، فهي فترة مباركة يُفتح فيها باب السماء، ويكون الدعاء فيها أقرب للقبول.

ورغم أن النصوص لم تُحدّد وقتها بدقة، فإن كثيرًا من أهل العلم رجّحوا أنها تكون في آخر ساعة من النهار، أي قبيل غروب الشمس.

كيف نغتنمها؟
1. الإكثار من الدعاء:
في هذه الساعة المباركة، ارفع أكفّك إلى السماء، وادعُ الله من أعماق قلبك بكل ما تتمنّى، فقد قال ﷺ: “فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه.”
2. الدعاء أثناء الصلاة:
احرص على الخشوع والتركيز أثناء الصلاة، وخصّص لحظات منها للدعاء، خاصة في السجود، ففيه أقرب ما يكون العبد من ربه.
3. الخشوع والتوجّه الصادق:
خصّص وقتًا قبيل المغرب لتجلس في هدوء، قلبك حاضر، ولسانك يلهج بالدعاء، وأنت على يقين بأن الله لا يردّ من دعاه بإخلاص