عاجل

في ذكرى ميلادها.. إجلال زكي فنانة صنعت مجدها بين المسرح والدراما

إجلال زكي
إجلال زكي

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنانة إجلال زكي، إحدى نجمات الفن المصري التي رغم تقلص حضورها في السنوات الأخيرة، لا تزال أعمالها راسخة في ذاكرة الجمهور. ولدت إجلال زكي في مثل هذا اليوم من عام 1951، واستطاعت أن تترك بصمة فنية متميزة، خاصة في المسرح والدراما التلفزيونية، رغم الظروف الصعبة التي مرت بها لاحقًا في حياتها الشخصية والمهنية.

بداية من الإذاعة والمسرح.. وانطلاقة عبر الشاشة

بدأت إجلال زكي مشوارها الفني بشكل غير تقليدي، حيث عملت أولًا في برامج الأطفال، قبل أن تنتقل إلى مجال الإعلام كمذيعة في الإذاعة المصرية، وهو ما ساعدها على تطوير مهاراتها في الإلقاء والتمثيل. وبالتوازي مع ذلك، حصلت على ليسانس الآداب عام 1973، لتبدأ بعدها مشوارها الفني الفعلي في المسرح، وهو المجال الذي برعت فيه بشكل خاص.

وقدمت إجلال زكي خلال مسيرتها ما يقرب من 53 عملًا فنيًا متنوعًا بين السينما والتلفزيون والمسرح، لكنها ستظل دائمًا في الذاكرة بدورها الشهير كـالابنة الوسطى للفنان فؤاد المهندس في المسرحية الشهيرة “سك على بناتك”، وهو الدور الذي شكّل نقطة تحول كبيرة في مسيرتها وحقق لها جماهيرية واسعة.

أعمال بارزة وأداء متنوع

إلى جانب المسرح، شاركت إجلال زكي في عدد من الأفلام التي أظهرت قدرتها على التنقل بين الأنماط الدرامية المختلفة، مثل: “هذا أحبه وهذا أريده”، “ليل ورغبة”، “رجل بمعنى الكلمة”، “الفخ”، “الشاطر حسن”، “البوسطجي”، “موعد على العشاء”، “الشيطان يستعد للرحيل”، “الطائرة المفقودة”، “ويبقى الحب”، “أهل الطريق” وغيرها.

وفي التلفزيون، تنقلت بين أدوار الفتاة الرقيقة والمرأة القوية، وكان من أبرز أعمالها الدرامية: “أني خائفة”، “الفقراء أولادي”، “الخروج من الدائرة”، “معروف الإسكافي”، “الفلوس والوحوش”، “لعنة الزمن”، “تلاميذ آخر زمن”، “حضرة الضابط أخي” وغيرها من المسلسلات التي عززت حضورها في بيوت المشاهدين.

حياة شخصية معقدة وزيجات متعددة

مرت الفنانة إجلال زكي بحياة شخصية متعددة المحطات، حيث تزوجت ثلاث مرات، أولها من الفنان محمد خيري، ثم من المخرج اللبناني يوسف شرف الدين، وانتهت الزيجتان بالطلاق، قبل أن تتزوج للمرة الثالثة من الكاتب المصري نادر أبو الفتوح.

أزمة كبرى.. وتوقف طويل عن الفن

رغم النجاحات التي حققتها، واجهت إجلال زكي أزمة قانونية صادمة حين تم القبض عليها في قضية تتعلق بـممارسة الفجور وتسهيل الدعارة، وهي التهمة التي أنكرها كثير من زملائها وجمهورها، لكنها تسببت في حبسها سبع سنوات كاملة، قبل أن تحصل لاحقًا على البراءة.

وقالت إجلال زكي في تصريحات لاحقة إنها خلال المحاكمة لم تحاول الدفاع عن نفسها، وإنها تقبلت الأمر بصمت، قائلة: “سجنت نفسي بنفسي، ولم أشتكِ أو أدافع، حتى ظهرت براءتي.”

ابتعاد قسري عن الساحة وظهور نادر

بعد الخروج من السجن، اختارت إجلال زكي الابتعاد عن الساحة الفنية، ليس فقط بسبب ما مرت به نفسيًا، ولكن أيضًا بسبب أزمة صحية حادة، خضعت على إثرها لعملية زراعة شرايين في القلب. وفي السنوات الأخيرة، ظهرت في بعض الصور التي أثارت صدمة بين الجمهور بسبب التغيّر الكبير في ملامحها، نتيجة التقدم في العمر والظروف الصحية التي مرت بها.

إرث فني لا يُنسى

رغم ما تعرضت له، يبقى مشوار إجلال زكي شاهدًا على موهبة حقيقية ظلمتها الظروف، لكنها استطاعت أن تُحفر في الذاكرة بأعمال محبوبة وشخصيات لا تُنسى. في ذكرى ميلادها، يُعيد الجمهور تذكّر فنانة قدمت أعمالًا صادقة ومتنوعة، ومرت بتجارب قاسية خرجت منها بصمت، دون صخب أو ضجيج، لكنها تركت أثرًا باقٍ في الفن المصري.

تم نسخ الرابط