عاجل

محلل سياسي يكشف الأبعاد السياسية والعسكرية للعدوان على غزة (فيديو)

قطاع غزة
قطاع غزة

أكد محمد مصطفى أبو شامة، مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر والحوار، أن تصريحات داني دانون، مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة، والتي شدد فيها على أن إسرائيل لن توقف حربها على غزة قبل استعادة المحتجزين، تعكس استخفافًا واضحًا بالمجتمع الدولي ومجلس الأمن، وتؤكد أن إسرائيل مستمرة في تحدي القوانين الدولية دون أي التزام بالجهود الدبلوماسية الرامية إلى وقف إطلاق النار.

تجاهل للمنظمات الدولية 

وأوضح أبو شامة، خلال استضافته في برنامج "ملف اليوم" على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن إسرائيل اعتادت على تجاهل قرارات المنظمات الأممية، مستفيدة من الدعم الأمريكي غير المشروط، وهو ما تجلى بوضوح خلال العام والنصف الأخير من الأزمة، وخاصة منذ السابع من أكتوبر 2023، حيث لم تتوقف الاعتداءات الإسرائيلية على غزة رغم الوساطات الدولية المتكررة.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة وفرت لإسرائيل غطاءً سياسيًا ودبلوماسيًا في المحافل الدولية، ما منحها حرية مواصلة التصعيد دون أي مخاوف من العواقب، وهو ما انعكس في عدم تنفيذ قرارات مجلس الأمن أو حتى الالتزام بأي اتفاقات تهدئة جادة.

اتفاقات هشة وذريعة 

وذكر أبو شامة أن الاتفاقات التي طُرحت لوقف إطلاق النار كانت هشة منذ البداية، حيث صرّح مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون مرارًا بعدم ضمان استمرارها، مشيرًا إلى أن اليمين المتطرف الإسرائيلي استغل هذه الاتفاقات كذريعة لتمرير أجندته في استئناف القتال، وهو ما تجلى بوضوح مع عودة إيتمار بن جفير للحكومة، بعد اشتراطه تصعيد العمليات العسكرية في غزة كشرط أساسي لاستمراره في الائتلاف الحاكم.

وأكد أن هذا النهج يعكس انعدام الإرادة الإسرائيلية الحقيقية في تحقيق تهدئة مستدامة، حيث تعمل حكومة بنيامين نتنياهو على استثمار الصراع لضمان البقاء في السلطة، متجاهلة تمامًا أي جهود دولية تسعى لإنهاء العدوان.

استغلال الحرب 

وأضاف أبو شامة أن القيادة الإسرائيلية استثمرت الوضع الحالي لتحقيق مكاسب سياسية، وخاصة فيما يتعلق بموقفها من حركة حماس، إذ استخدمت العمليات العسكرية كأداة لتعزيز تماسك الحكومة الإسرائيلية التي تعاني من انقسامات داخلية حادة.

وأشار إلى أن أحد الأهداف الأساسية وراء استمرار التصعيد هو تمرير الميزانية الإسرائيلية، حيث يستخدم نتنياهو الحرب كوسيلة لحشد دعم اليمين المتطرف، والتقليل من الضغوط السياسية التي يواجهها داخل حكومته، لا سيما مع تصاعد الاحتجاجات الداخلية ضد سياساته.

استمرار العدوان

وأكد على أن إسرائيل تستغل الدعم الأمريكي والتوقيت السياسي الدولي لتمديد أمد العدوان، مشيرًا إلى أن غياب الضغوط الحقيقية من المجتمع الدولي هو ما يسمح لها بتجاهل كل الجهود الدبلوماسية الرامية إلى وقف التصعيد وحماية المدنيين الأبرياء.

وشدد على أن المجتمع الدولي مطالب اليوم باتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه السياسات الإسرائيلية التي لا تحترم القوانين الدولية، مؤكدًا أن استمرار هذا النهج سيؤدي إلى مزيد من التصعيد وعدم الاستقرار في المنطقة، مما قد يهدد الأمن الإقليمي والدولي بشكل متزايد.

تم نسخ الرابط