عالم بالأوقاف: التعاون والتكافل أساس نهضة المجتمعات (فيديو)

أكد الدكتور أسامة فخري الجندي، من علماء وزارة الأوقاف، أن التعاون والتآلف بين أفراد المجتمع يمثلان الركيزة الأساسية في بناء المجتمعات القوية، مشددًا على أن العمل الجماعي هو مفتاح النجاح والتقدم في مختلف المجالات.
وأشار الدكتور الجندي، خلال حواره في برنامج "الأثر" المذاع على قناة "الناس"، إلى أن الله سبحانه وتعالى أوجب على الإنسان ثلاث مهام رئيسية، وهي: العبادة، وعمارة الأرض، والتزكية بالأخلاق الحسنة، موضحًا أن كلًّا منها يرتبط بالآخر، ولا يمكن تحقيق أحدها دون الآخر.
التعاون والتقدم الحضاري
وأوضح الجندي، أن عمارة الأرض لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال التنوع في المهارات والقدرات بين البشر، حيث خلق الله الناس بقدرات وإمكانات مختلفة، مما يُحتم عليهم التعاون والتكامل لسد احتياجات المجتمع. واستشهد بحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم:"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى."
وأكد أن هذا الحديث يعكس أهمية التعاون والتراحم بين أفراد المجتمع، حيث لا يمكن لأي فرد أن يحقق النجاح بمفرده، بل يجب أن يكون هناك تكامل بين الجميع، سواء في المجالات الاقتصادية، أو العلمية، أو الاجتماعية.
التعاون قوة اقتصادية
وأشار د. الجندي، إلى أن التعاون لا يقتصر على الجوانب الأخلاقية والإنسانية فقط، بل يمتد ليشمل التنمية الاقتصادية والاجتماعية والعلمية، موضحًا أن الدول والمجتمعات التي تتبنى ثقافة التعاون بين أفرادها تتمتع بقوة اقتصادية واستقرار اجتماعي، مضيفا أن التعاون في العمل يعزز الإتقان والإبداع، ويزيد من إنتاجية الأفراد، مما يسهم في تحقيق النهضة والتقدم. كما أن المجتمعات التي يسودها التكافل والتضامن تكون أكثر قدرة على مواجهة التحديات والأزمات.
صور التكافل والتراحم
وتناول الجندي مفهوم "إجارة المستجير"، والذي يُعد من أسمى صور التعاون والتكافل في الإسلام، حيث يكون الإنسان ملاذًا وسندًا لمن يحتاج إلى العون والحماية، سواء كان ذلك بالدعم المادي، أو الكلمة الطيبة، أو حتى بالإرشاد والتوجيه، مشيرا إلى أن هذا المبدأ يُجسد القيم الإسلامية النبيلة، ويعكس روح التكافل الاجتماعي التي أكد عليها الإسلام، حيث لا ينبغي أن يكون الإنسان منعزلًا عن مجتمعه، بل يجب أن يكون فاعلًا وإيجابيًا، ويُساهم في حماية الآخرين ودعمهم.

بناء مجتمع قوي
وشدد الدكتور أسامة فخري الجندي، على أن كل فرد في المجتمع يجب أن يكون عنصرًا فاعلًا في تحقيق التعاون والتكافل، سواء من خلال مساعدة المحتاجين، أو تقديم النصح والإرشاد، أو العمل على نشر القيم الإيجابية التي تُسهم في بناء مجتمع أكثر تماسكًا وقوة، مؤكدا أن الإسلام وضع أسسًا واضحة للتعاون والتكامل، مشيرًا إلى أن العمل الجماعي لا يُعزز فقط تطور المجتمعات، بل يُقوي أيضًا الروابط الاجتماعية، مما يؤدي إلى بناء أمة قادرة على مواجهة التحديات وتحقيق التنمية الشاملة.