عالم بالأوقاف: الابتسامة تعد من الأخلاق النبوية الراقية وحث عليها الإسلام (فيديو)

أكد الدكتور خالد صلاح، أحد علماء وزارة الأوقاف، أن الابتسامة تعد من الأخلاق النبوية الراقية التي حث عليها الإسلام وجسدها النبي محمد ﷺ في حياته اليومية، حيث كان دائم التبسم في وجه أصحابه، ناشرًا للمحبة والمودة بين الناس. واستشهد في حديثه بقول عبد الله بن الحارث: "ما رأيت أحدًا أكثر تبسمًا من رسول الله ﷺ"، وكذلك شهادة جرير بن عبد الله: "ما رآني رسول الله ﷺ إلا تبسم في وجهي".
الابتسامة سنة نبوية
وأوضح الدكتور خالد صلاح، خلال مشاركته في برنامج "أخلاق نبوية" المذاع على قناة الناس، أن الابتسامة ليست مجرد سلوك اجتماعي محبب، بل هي عبادة وسنة نبوية عظيمة الأجر، مشيرًا إلى حديث النبي ﷺ: "تبسمك في وجه أخيك صدقة". وأضاف أن هذا الخُلُق الرفيع يسهم في نشر روح الألفة والتسامح بين الناس، ويخفف من حدة التوتر، مما ينعكس إيجابيًا على العلاقات الاجتماعية.
وأكد أن الابتسامة الصادقة تمتلك تأثيرًا ساحرًا في إذابة الخلافات، وإزالة الشحناء والبغضاء من القلوب، فهي لغة عالمية تفهمها كل الشعوب، وتعبير صادق عن حسن النية وصفاء القلب.
البشاشة وأثرها
وأشار الدكتور خالد صلاح إلى أن الإسلام لم يترك صغيرة ولا كبيرة في الأخلاق إلا ووجه إليها، موضحًا أن البشاشة والتبسم في التعامل مع الآخرين يمكن أن يكون لها أثر عميق في ترسيخ العلاقات الطيبة بين الناس، سواء في محيط الأسرة أو العمل أو حتى في الشارع العام.
وأوضح أن النبي ﷺ كان قدوة في ذلك، حيث لم يكن يفرق بين كبير أو صغير، غني أو فقير، في إبداء البشاشة لهم، وكان ذلك أحد أسرار نجاحه في نشر رسالته وإرساء دعائم المجتمع الإسلامي القائم على المحبة والإخاء.
الابتسامة وتعزيز الأخلاق
وشدد الدكتور خالد صلاح على أهمية إعادة إحياء هذه القيمة الأخلاقية النبيلة في حياتنا اليومية، من خلال تدريب النفس على الابتسام، وتعليم الأبناء أن الابتسامة ليست ضعفًا، بل قوة تؤثر في الآخرين وتجلب الخير والمحبة، مشيرًا إلى أن الأمم تُبنى على الأخلاق، مستشهدًا ببيت الشعر الشهير:"إنما الأمم الأخلاق ما بقيت… فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا"
و تابع :"إن الحفاظ على الأخلاق النبيلة، وعلى رأسها البشاشة والابتسامة، يسهم في بناء مجتمع متماسك، تسوده روح التعاون والتآلف، وهو ما تحتاجه البشرية اليوم في ظل التحديات والصراعات التي يشهدها العالم".
رسالة تدعو للابتسام
ودعا خالد صلاح في حديثه إلى جعل الابتسامة أسلوب حياة، والاقتداء بالنبي ﷺ في نشرها بين الناس، لما لها من أثر عظيم في نشر السعادة وتقوية الروابط الاجتماعية، مشددًا على أن الإنسان حين يبتسم لا يجلب الخير لغيره فحسب، بل ينعكس ذلك إيجابيًا على نفسيته أيضًا، فيعيش حياة أكثر طمأنينة وسكينة.