عاجل

"فايز محمود": الياسمين ثروة قومية للعطور والغربية مركز إنتاجه الرئيسي |فيديو

زيوت الياسمين للعطور
زيوت الياسمين للعطور

كشف المهندس فايز محمود، مدير مصانع زيوت العطور، عن أن نبات الياسمين يُعد من أهم الثروات القومية التي تميز مصر، مشيرًا إلى أن محافظة الغربية، وتحديدًا في منطقتي شبرا بلولة بمركز قطور وبسيون، تمثل المركز الأساسي لزراعته في البلاد.

وأوضح فايز محمود أن إجمالي المساحة المزروعة بالياسمين في المحافظة يبلغ نحو 600 فدان، تنتج يوميًا ما بين 20 إلى 25 طن من زهور الياسمين الطازجة، مما يعكس حجم النشاط الزراعي والصناعي القائم على هذا المحصول العطري النادر.

15 طن سنويًا من عجينة الياسمين

وأشار "فايز محمود" إلى أن هذه الكمية اليومية يتم معالجتها لإنتاج نحو 15 طنًا من عجينة الياسمين سنويًا، والتي تُعد المادة الخام الأساسية في صناعة العطور العالمية.

وأضاف فايز محمود أن فرنسا تأتي في مقدمة الدول المستوردة لعجينة الياسمين المصرية، تليها ألمانيا، وإنجلترا، والولايات المتحدة، موضحًا أن المنتج المصري يتمتع بجودة عالية تُفضله الشركات العالمية على منافسيه، مثل الهند، رغم كونها من أكبر الدول المصدرة لنفس المنتج.

سر حصاد الياسمين

لفت فايز محمود إلى أن جمع زهور الياسمين يتم ليلًا، بدءًا من الساعة 11 مساءً وحتى الفجر، وذلك للحفاظ على الزيوت العطرية المركزة داخل الزهرة، والتي تتبخر مع أشعة الشمس.

وقال فايز محمود: "لو جُمعت الزهور بعد شروق الشمس، تبدأ المركبات العطرية بالتطاير، وبالتالي تقل جودة الرائحة، وهو ما يجعل التوقيت الليلي أمرًا ضروريًا للحفاظ على الجودة".

"الياسمين " تفوق على الفرنساوي

وأكد فايز محمود أن النوع المزروع في مصر هو "الياسمين البلدي"، الذي يتميز بتركيز عطري عالٍ، مشيرًا إلى أنه تم تجربة زراعة نوع "فرنساوي" مستورد في مصر سابقًا، إلا أن رائحته كانت أقل جودة، ولذلك لم يتم التوسع فيه.

وتابع فايز محمود: "الدول المستوردة باتت تفضّل النوع المصري تحديدًا، لأنه يعطي الأساس العطري الأفضل في صناعة البرفانات العالمية".

الياسمين هو الملك

وأوضح " فايز محمود" أن زراعة وصناعة الزيوت العطرية لا تعتمد على الياسمين وحده، فهناك نباتات أخرى تُستخدم مثل زهر النارنج، العُطْر، والريحان، لكنها تُنتج بكميات أقل ولا تحظى بنفس المكانة السوقية للياسمين.

وأشار فايز محمود إلى أن منطقة شبرا بلولة أيضًا تشتهر بزراعة زهر النارنج، وهو من المكونات العطرية المستخدمة في بعض التركيبات، وإن كان تأثيره التجاري أقل بكثير من الياسمين.

المنافسة والسوق الاستيعابية

وحول خطط التوسع، أوضح فايز محمود أن المساحات المزروعة حاليًا كافية لتلبية الطلب العالمي، نظرًا لوجود منافسة قوية من دول مثل الهند ودول شرق آسيا، مشيرًا إلى أن زيادة الإنتاج قد تؤدي إلى فائض لا يستوعبه السوق، مما قد يسبب خسائر.

وأضاف فايز محمود: "الهند منافس شرس، لكنها لا تزال أقل جودة من المنتج المصري، ولذلك نحن نحافظ على مستويات الإنتاج دون زيادة كبيرة".

زراعة معمرة وعمالة مدربة 

وعن العمالة، أكد "فايز محمود" أن شجرة الياسمين معمّرة وتعيش لعشرين عامًا أو أكثر، ولا تحتاج لزراعة سنوية، في حين أن جمع الزهور يتطلب خبرة ودقة عالية.

وقال فايز محمود: "عملية الجمع تعتمد على أطفال من عمر 10 إلى 15 سنة تقريبًا، بسبب خفة أيديهم وسرعتهم، حيث يجب أن يتم قطف الزهرة دون كسر بتلاتها حتى لا تفقد خصائصها العطرية".

وأضاف فايز محمود أن معظم العائلات في المناطق المزروعة تمتلك خبرة ذاتية ومتوارثة في زراعة وجمع الياسمين، ما يُغني عن الحاجة إلى تدريب خارجي دائم، قائلاً: "الزراعة أصبحت جزءًا من ثقافتهم اليومية، وهم يديرون عملية الجمع بأنفسهم كل موسم".

المهندس فايز محمود
المهندس فايز محمود

ذهبًا أبيض اسمه "الياسمين"

الياسمين المصري، وخاصة المزروع في محافظة الغربية، ليس مجرد محصول زراعي، بل هو عنصر استراتيجي في الاقتصاد العطري العالمي.

بفضل جودته الفائقة وتاريخه الطويل، يظل منتجًا تنافسيًا مطلوبًا في الأسواق الأوروبية والأمريكية، مع أهمية الحفاظ على مستوياته الإنتاجية وجودته الفريدة.

تم نسخ الرابط