عاجل

يحيى قاعود: التصعيد الإسرائيلي في غزة ليس عشوائيًا بل يخدم أجندات سياسية وأمنية (فيديو)

قطاع غزة
قطاع غزة

أكد الدكتور يحيى قاعود، الباحث المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، أن العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة لم يكن مجرد تصعيد عسكري عابر بل يأتي في إطار تحركات سياسية وأمنية ذات أبعاد متعددة، داخليًا وخارجيًا.

وأوضح قاعود، خلال مداخلة مع الإعلامية فيروز مكي، في برنامج "مطروح للنقاش" المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن هناك عاملين رئيسيين يقفان خلف هذا التصعيد، الأول عسكري، والثاني سياسي.

العامل العسكري

وأشار الباحث، إلى أن التغييرات الأخيرة في القيادة العسكرية الإسرائيلية لعبت دورًا أساسيًا في التصعيد، حيث شهدت المؤسسة الأمنية تعيين وزير دفاع جديد، ورئيس أركان جديد، ومدير جديد لجهاز الأمن العام (الشاباك)، وجميعهم يسعون إلى إثبات أنفسهم عبر تنفيذ عمليات عسكرية نوعية في غزة.

 وأضاف قاعود، هذه القيادات الجديدة تحاول تقديم أوراق اعتمادها أمام المجتمع الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية، مما يدفعها إلى تبني استراتيجية التصعيد الميداني لتعزيز صورتها وإظهار قدراتها في إدارة الصراع.

العامل السياسي

أما على المستوى السياسي، أوضح قاعود، أن حكومة بنيامين نتنياهو تواجه تحديًا مصيريًا يتمثل في ضرورة المصادقة على الموازنة العامة للدولة قبل نهاية الشهر الجاري، وإلا ستواجه خطر الانهيار، كما حدث مع حكومات سابقة في إسرائيل.

وأشار إلى أن نتنياهو يعتمد على التصعيد العسكري كأداة للضغط السياسي، إذ يسعى من خلال العمليات العسكرية في غزة إلى إعادة ترتيب الأوراق الداخلية، وتوحيد الائتلاف الحكومي حوله، في ظل الخلافات المتزايدة داخل حكومته، مؤكدا أن التاريخ السياسي لنتنياهو يكشف عن استغلاله للأزمات الأمنية لتعزيز موقفه السياسي، وهو ما يتكرر في العدوان الحالي على غزة.

 

التصعيد وإعادة الإعمار

وأضاف قاعود، أن إسرائيل تعمل على إفشال جميع الجهود الرامية إلى تحقيق تهدئة طويلة الأمد، وعلى رأسها المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار وإعادة إعمار غزة.

 وأوضح، أن الاحتلال يدرك أن نجاح هذه المبادرات قد يفرض عليه التزامات سياسية وأمنية لا يريد الالتزام بها، خاصة فيما يتعلق بملف تبادل الأسرى، ورفع الحصار عن غزة، وتحسين الأوضاع الإنسانية في القطاع، مشيرا  إلى أن إسرائيل تحاول أيضًا التأثير على المواقف الدولية، مستشهدًا بمحاولاتها تعديل موقف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من قضية تهجير الفلسطينيين، حيث تسعى إلى دفعه للتراجع عن رفضه لهذه السياسة.

التكنولوجيا والتصعيد العسكري

وكشف قاعود، أن إسرائيل استغلت احتفالات الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في غزة لمراقبة أهدافها الاستخباراتية، عبر وسائل التجسس والتصوير الجوي، مما مكنها من تنفيذ عمليات اغتيال دقيقة استهدفت شخصيات محددة فجر اليوم، مؤكدا  أن العمليات العسكرية الإسرائيلية ستستمر خلال الفترة المقبلة، على الأقل حتى تمرير الموازنة داخل الكنيست، كما أن الاحتلال يترقب أي رد فعل من المقاومة الفلسطينية لاستخدامه كذريعة لمزيد من التصعيد.

التصعيد ليس عشوائيًا 

وأكد يحيى قاعود  أن التصعيد الحالي في غزة ليس مجرد رد فعل أمني، بل هو جزء من استراتيجية سياسية وعسكرية تخدم مصالح إسرائيل الداخلية والخارجية، مضيفا أن الاحتلال يحاول فرض واقع جديد في غزة، من خلال استمرار العمليات العسكرية، وعرقلة أي جهود دولية لإرساء التهدئة، وخلق بيئة أمنية وسياسية تساعد حكومة نتنياهو على الاستمرار في السلطة، لافتا الى أن المجتمع الدولي، وخاصة الدول الوسيطة مثل مصر، يجب أن تمارس ضغوطًا أكبر على إسرائيل لوقف هذه الانتهاكات، والعمل على فرض آليات حقيقية لضمان استقرار الأوضاع في قطاع غزة.

 

تم نسخ الرابط