"فاتن حمامة وذو الفقار" .. حبٌ عبر الشاشة وخلف الكاميرا يروي فصولًا لا تُنسى

سلّط الفيلم الوثائقي "فاتن حمامة"، المعروض عبر القناة الوثائقية، الضوء على المرحلة الذهبية من حياة سيدة الشاشة العربية، والتي جمعتها بالمخرج والفنان عز الدين ذو الفقار، ليس فقط كزوجين، بل كثنائي فني مميز ساهم في تقديم مجموعة من أبرز أفلام الخمسينيات.
"خلود".. البداية الخالدة
قدّم الفيلم الوثائقي تفاصيل هذه العلاقة الخاصة، موضحًا أن زواجهما لم يكن مجرد ارتباط عاطفي، بل امتزج فيه العمل الفني بالشغف الإنساني، ليخرج إلى الجمهور في صورة أفلام خالدة ما زالت حاضرة في الوجدان العربي.
وأشار الفيلم الوثائقي إلى أن عز الدين ذو الفقار جمع بين دور المخرج والبطل أمام فاتن حمامة في فيلم "خلود"، وهي تجربة نادرة حملت طابعًا سينمائيًا وإنسانيًا قويًا، عكست عمق العلاقة بين النجمين؛ ومن هنا بدأت سلسلة من الأعمال التي حققت نجاحات جماهيرية ونقدية واسعة.
عُمر من الوفاء
من أبرز الأفلام التي جمعتهما لاحقًا: "أنا الماضي"، "سلو قلبي"، "موعد مع السعادة"، "طريق الأمل"، "بين الأطلال"، "نهر الحب" (الذي اختتم التعاون بينهما)، كل هذه الأفلام حملت بصمة رومانسية ودرامية مميزة، جعلت من هذا الثنائي أحد أنجح الشراكات الفنية في تاريخ السينما المصرية.
وكشف الفيلم الوثائقي أن زواج فاتن حمامة من عز الدين ذو الفقار استمر 7 سنوات فقط، لكنه رغم انتهائه رسميًا، لم ينهِ العلاقة الإنسانية والمهنية بينهما، بل بقي بينهما ودٌ واحترامٌ عميق، انعكس على استمرار التعاون الفني، وغياب أي خلاف علني أو صدام شخصي، رغم الانفصال.
إرث فني لا يُنسى
أكدت منى ذو الفقار، ابنة الفنان صلاح ذو الفقار، أن علاقة فاتن حمامة بطليقها عز الدين بقيت علاقة أهل حقيقية، قائلة: "لم تكن مجرد علاقة زوجين مطلقين، بل علاقة فيها احترام وإنسانية، وفيها تقدير متبادل استمر طوال العمر."
وأبرز الفيلم الوثائقي كيف أن تجربة الزواج والعمل بين فاتن حمامة وعز الدين ذو الفقار خلقت إرثًا سينمائيًا فريدًا، أصبح نموذجًا يُحتذى به في كيفية مزج الحب بالفن دون أن يُفسد أحدهما الآخر، واستطاعا أن يفرضا احترامهما على الوسط الفني والجمهور، ويُقدّما رسالة مفادها أن النهايات لا تعني القطيعة، بل قد تكون بداية لصداقة متينة واحترام دائم.

حضور دائم في الذاكرة
أعادت القناة الوثائقية بهذا التناول الوثائقي، إحياء مرحلة ثرية من حياة فاتن حمامة، وألقت الضوء على أبعاد لم تُحكَ كثيرًا في الإعلام، مؤكدة على أن قصص الحب النقي والفن الراقي تظل خالدة، تمامًا كأفلام هذا الثنائي العظيم.