عاجل

الأربعاء.. وثائقي جديد يكشف أسرار «سيدة الشاشة العربية» فاتن حمامة

الفنانة فاتن حمامة
الفنانة فاتن حمامة

تستعد قناة الوثائقية لعرض الفيلم الوثائقي المنتظر "فاتن حمامة"، الذي يسرد قصة واحدة من أبرز رموز الفن المصري والعربي، في عرض أول يوم الأربعاء المقبل في تمام العاشرة مساءً. 

يسلط الفيلم الضوء على المسيرة الفنية والإنسانية للفنانة الراحلة، التي لُقّبت بـ"سيدة الشاشة العربية"، وسكنت قلوب الملايين لأكثر من ستة عقود.

الانطلاقة مع عبد الوهاب

ينطلق الفيلم الوثائقي من لحظة الميلاد في أوائل ثلاثينيات القرن العشرين، ليرسم الخطوط الأولى لطفولة فاتن حمامة ونشأتها المبكرة، ثم يأخذنا إلى لحظة التحول الأهم في حياتها، حين وقفت أمام موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في فيلم "يوم سعيد"، وهو الظهور الذي لفت أنظار الجماهير والنقاد إلى موهبة فريدة تمتلك حضورًا استثنائيًا وكاريزما نادرة.

يتوقف الفيلم الوثائقي عند سر الجاذبية التي رافقت فاتن حمامة منذ أول ظهورها وحتى آخر أعمالها، تلك الجاذبية التي جعلت النقاد والجمهور يمنحونها بجدارة لقب "سيدة الشاشة العربية". يطرح الفيلم تساؤلات ذكية حول أسباب هذا التميز، ويجيب عنها من خلال شهادات عدد من أفراد العائلة المقربين، إلى جانب نخبة من الفنانين والنقاد الذين عايشوها أو تأثروا بأعمالها.

قضايا المجتمع أولًا

لا يكتفي الفيلم الوثائقي برصد الجانب الفني فقط، بل يتناول أيضًا البعد الاجتماعي في مسيرتها، إذ يكشف كيف نجحت فاتن حمامة، من خلال اختياراتها السينمائية، في تسليط الضوء على قضايا مجتمعية غاية في الأهمية، منها حقوق المرأة، والتمييز، والحرية الشخصية، كما يستعرض الوثائقي كيف ساهمت بعض أفلامها في إثارة نقاشات مجتمعية أدت إلى تعديلات تشريعية، كانت حاسمة في الدفاع عن حقوق النساء والفئات المهمشة.

ويعرض الفيلم الوثائقي مشاهد من أبرز الأعمال التي أدتها حمامة، والتي استطاعت من خلالها تجسيد شخصيات قوية ومؤثرة، مثل أدوارها في أفلام "دعاء الكروان"، "أريد حلا"، و"الحرام"، وهي شخصيات ظلت عالقة في وجدان الجمهور، بفضل أدائها الصادق والعميق الذي يتجاوز حدود التمثيل ليصل إلى رسالة اجتماعية وإنسانية سامية.

تكريم مستحق وعالمي

يناقش الفيلم الوثائقي الأسباب التي دفعت النقاد العرب والدوليين إلى اختيار فاتن حمامة نجمةً للقرن العشرين، ويُبرز أهمية هذا التكريم بوصفه اعترافًا بمكانتها الفنية والثقافية، ليس فقط في مصر، بل في الوطن العربي بأسره. ويعتمد الوثائقي في ذلك على شهادات وتحليلات عدد من صناع السينما والنقاد العرب، إلى جانب استعراض تغطيات عالمية تناولت أعمالها وتأثيرها.

لم تغب المواقف السياسية عن حياة فاتن حمامة، إذ يستعرض الفيلم الوثائقي مواقفها الوطنية التي برزت بشكل واضح خلال فترات التوتر السياسي، خصوصًا تصديها لممارسات جماعة الإخوان الإرهابية، ورفضها للخضوع لضغوطات أيديولوجية، حيث دافعت عن حرية الإبداع، وعن دور الفن المصري في التنوير والوعي الجمعي. وقد دفعها ذلك إلى اتخاذ مواقف حاسمة، دفعت ثمنها لكنها ظلت ثابتة على مبدأ أن الفن رسالة لا تخضع للتهديد.

الفنانة فاتن حمامة 
الفنانة فاتن حمامة 

شهادة الزمن والصورة

اعتمد صناع الفيلم الوثائقي على مواد أرشيفية نادرة، من صور وأفلام وتسجيلات إذاعية وتلفزيونية، بعضها يُعرض لأول مرة، ما أضفى على الوثائقي بعدًا توثيقيًا مهمًا، يسمح للمشاهد بإعادة اكتشاف فاتن حمامة ليس فقط كفنانة، بل كرمز إنساني وثقافي له تأثيره العميق في الوعي الجمعي المصري والعربي.

في الختام، يعرض الفيلم كيف أن رحيل فاتن حمامة لم يُنهِ حضورها، بل عزّز من مكانتها في قلوب جمهورها، الذي لا يزال يتوارث حبها جيلاً بعد جيل. ويؤكد الوثائقي أن إرث فاتن حمامة أكبر من مجرد مسيرة فنية، بل هو جزء من تاريخ مصر الثقافي والاجتماعي الحديث، ستبقى سيرتها حيّة، وفنها خالدًا.

تم نسخ الرابط