من مسجد حراء بالوليدية.. تألق متواصل في النشاط الصيفي

نظمت مديرية أوقاف أسيوط فعاليات النشاط التثقيفي الصيفي بمسجد حراء بالوليدية، وذلك ضمن المشاركة الفاعلة في مبادرة "صحح مفاهيمك" التي أطلقتها وزارة الأوقاف المصرية لترسيخ الفهم الصحيح للدين، وتفنيد الشبهات، وبناء وعي ديني مستنير.
وتأتي هذه الفعاليات المباركة بتوجيهات الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، ضمن مشروع وطني يعيد للمسجد دوره التربوي والتنويري، ويرسّخ القيم الدينية والإنسانية في نفوس النشء.
مشاركة تربوية بتنسيقٍ فعّال
نُظِّم اللقاء برعاية الشيخ محمد عبد اللطيف محمود، مدير عام الدعوة والمراكز الثقافية بالمديرية، وبإشراف الشيخ أحمد كمال علي، رئيس قسم الإرشاد الديني ونشر الدعوة، حيث أُقيمت جلسة تعليمية وتثقيفية شاملة جمعت بين حفظ القرآن، وفهم السنة، واكتساب المعاني التربوية.
وخلال اللقاء، استُكملت تصحيحات سورة الانشقاق حتى نهايتها، في حضور مميز من النشء والطلائع، الذين تفاعلوا بجدية مع الشروحات المبسطة التي قدمها الدكتور أسامة عوض عبد الله، إمام وخطيب المسجد، حيث راعى فيها الفروق العمرية، وحرص على ربط الآيات الكريمة بواقع الحياة اليومية.
من القرآن إلى السنة.. دعاء ومنهج حياة
انتقل الحضور إلى معاني السنة النبوية من خلال شرح الحديث الشريف: "اللهم إني أصبحت وأمسيت منك في نعمة وعافية وستْر، فأتمم علي نعمتك وعافيتك وسترك في الدنيا والآخرة".
حيث توقف الشرح عند معاني الستر الإلهي ونعمة العافية، وأهمية شكر النعمة وسبل المحافظة عليها، ليغادر الأبناء المسجد وهم أكثر وعيًا بأن الدعاء ليس ترديدًا للألفاظ، بل هو منهج حياة متكامل يُعلّم المسلم كيف يعيش شاكرًا، واعيًا، متوكلًا.
إشادة أسرية وتفاعل تربوي
لاقى اللقاء استحسانًا كبيرًا من أولياء الأمور، الذين أثنوا على الأثر الإيجابي العميق لهذه الأنشطة في غرس القيم والمبادئ الصحيحة، وتحقيق أهداف مبادرة "صحح مفاهيمك"، لا سيما في تحصين الأبناء من الغلو والتطرف، وتثبيت حب الوطن والانتماء له.
بناء متكامل لجيل قرآني
وأكد القائمون على النشاط أن هذه اللقاءات المتتابعة ليست مجرد فعاليات صيفية عابرة، بل تمثل مشروعًا متكاملًا لبناء الوعي الديني والسلوكي، تُصحح فيه المفاهيم، وتُغرس العقيدة، وتُصقل فيه شخصية الفتى المسلم، علمًا وسلوكًا، وتزكية.
وفي مشهد مهيب، ارتفعت أصوات الفتية بآيات سورة "الانشقاق"، يتلون ويتدبرون، وسط شرح مبسط ودروس إيمانية راسخة، مزجت بين البلاغة القرآنية، والمقاصد التربوية، والتأملات الوجدانية.