الطب النبوي| الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا الموت

حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على التداوي بالحبة السوداء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام"، والسام هو الموت‘رواه البخاري ومسلم في "كتاب الطب"، كما رواه ابن ماجه وأحمد وغيرهم، وروى البخاري أيضًا الحديث عن عائشة رضي الله عنها بلفظ:"إن في الحبة السوداء شفاءً من كل داء إلا السام".
وعلّق ابن حجر العسقلاني على هذا الحديث في "فتح الباري"، فقال: "يؤخذ من ذلك أن معنى كون الحبة السوداء شفاءً من كل داء، أنها لا تستعمل في كل داء على انفرادها، بل قد تُستعمل مفردة، وقد تُركَّب مع غيرها، وربما استُعملت مسحوقة أو غير مسحوقة، وأحيانًا تؤخذ أكلًا أو شربًا أو سعوطًا أو ضمادًا أو غير ذلك".
الحبة السوداء بين التصديق بالتجربة وكلام أهل الطب
ثم نقل كلام الشيخ أبي محمد بن أبي جمرة، الذي قال: "تكلَّم الناس في هذا الحديث، فخصصوا عمومه وردّوه إلى أقوال الطب والتجربة، ولا خفاء بغلط قائل ذلك، لأنا إذا صدَّقنا أهل الطب، ومعظم علمهم مبني على الظن والتجربة، فتصديق من لا ينطق عن الهوى أولى بالقبول من كلامهم".
كما ورد في "صحيح البخاري" وغيره من حديث النبي صلى الله عليه وسلم:"عليكم بهذه الحبة السوداء، فإن فيها شفاءً من كل داء إلا السام"، أي الموت. وقوله صلى الله عليه وسلم "عليكم" يفيد الحث واللزوم.
مضادة للبكتيريا والفيروسات.. فوائد متعددة للحبة السوداء
وقد أظهرت الدراسات الحديثة أقوال الطب والتجربة، منها:تقوية المناعة ‘وخواصها المضادة للبكتيريا والفيروسات‘قدرتها على مقاومة بعض أنواع السرطان‘دورها في التخفيف من التهابات المفاصل وأمراض مزمنة أخرى.
أما ما يُنقل أحيانًا عن بعض الأطباء من التشكيك في الحديث أو تقليل شأن الحبة السوداء، فذلك مخالف لما تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم وثبت في الصحيحين. وليس عندنا من أدلتهم ما يوازي قوة ما جاء عن المعصوم، صلى الله عليه وسلم، الذي لا ينطق عن الهوى.