تحسين الأسطل يكشف الحقيقة: نتنياهو يقود حرب إبادة إعلامية وعسكرية ضد غزة

منذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب على قطاع غزة، يقود رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حملة تدميرية ممنهجة ضد الشعب الفلسطيني، مستخدمًا كافة الوسائل العسكرية الممكنة، من سلاح الجو، إلى البحرية، مرورًا بالدبابات.
وأكد الدكتور تحسين الأسطل، نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين، خلال حواره مع الإعلامية نهى درويش ببرنامج "منتصف النهار" على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الاحتلال حول غزة إلى ساحة مفتوحة للقتل العشوائي، دون تمييز بين مدني أو مقاوم.
تضليل إعلامي وتبرير للإبادة
أوضح تحسين الأسطل أن الاحتلال أدخل 11 فرقة عسكرية كاملة إلى مساحة جغرافية صغيرة كالقطاع، ورغم ذلك حاول عبر آلته الإعلامية الضخمة والمضللة أن يصور الأمر للعالم كأنه يخوض "معارك شرسة" ضد عدو قوي.
وأشار تحسين الأسطل إلى أن الهدف من هذا الترويج الإعلامي هو محاولة تغطية وتبرير الجرائم التي تُرتكب بحق السكان، وخاصة الإبادة الجماعية بحق المدنيين، الذين أصبحوا الهدف الرئيسي لآلة الحرب الإسرائيلية.
مشاركة الإعلام التضليل
كشف تحسين الأسطل أن الحملة الإعلامية المضللة لم تتوقف عند حدود الاحتلال الإسرائيلي فقط، بل شاركت فيها للأسف بعض وسائل الإعلام العربي، التي نقلت صورة مشوهة عن الواقع في القطاع.
وأضاف تحسين الأسطل أن هذه الوسائل قدمت للعالم صورة مفادها أن هناك "قوة كبرى" في غزة تُضاهي الاحتلال، الأمر الذي منح الاحتلال مبررًا إضافيًا أمام الرأي العام الدولي لتبرير حجم التدمير والقتل الممنهج الذي يمارسه يوميًا.
أكذوبة شاحنات المساعدات
وتطرق تحسين الأسطل إلى واحدة من أكبر الأكاذيب التي يروج لها الاحتلال، وهي إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مؤكدًا أن نتنياهو يدعي يوميًا إدخال نحو 200 شاحنة ماعدات إلى غزة.
لكن الحقيقة، بحسب تحسين الأسطل، أن هذه المساعدات لا تصل إلى مستحقيها من الجوعى والمحتاجين، بل تتوقف عند ما يسمى بـ"المراكز الإنسانية الأمريكية"، التي تحولت إلى مصائد موت، حيث تُستهدف المدنيين الذين يتوافدون إليها على أمل النجاة والطعام.
المراكز الإنسانية تتحول
أكد تحسين الأسطل أن ما يُعرف بـ"المراكز الإنسانية" لم تعد آمنة كما يروج الاحتلال، بل تحولت إلى ساحات قتل بربري. آلاف المدنيين الذين توجهوا لهذه النقاط هربًا من القصف ومطاردة الجوع، وقعوا ضحايا لعمليات استهداف مباشرة.
واستنكر تحسين الأسطل هذا السلوك اللاإنساني، مشيرًا إلى أن العالم يجب أن يُحمّل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم، وأنه لا يمكن الحديث عن "مساعدات إنسانية" في ظل وجود نية ممنهجة لقتل كل من يقترب منها.

غياب الضغط الدولي
اختتم تحسين الأسطل تصريحاته بالتأكيد على أن الاحتلال يستغل غياب الضغط الدولي الحقيقي، واستمرار التواطؤ الأمريكي والغربي، لتنفيذ خطته في تفريغ غزة من سكانها، وسط صمت دولي مخزٍ.
ودعا تحسين الأسطل إلى ضرورة تحرك عاجل من المجتمع الدولي، ومقاطعة الرواية الإسرائيلية المضللة التي تحاول إخفاء جريمة حرب مكتملة الأركان، مشددًا على أن غزة تقاوم ليس فقط آلة الحرب، بل آلة التضليل والإبادة في آن واحد.