حركة فتح: مصر تصدت لمحاولات التهجير وموقفها تجاه غزة لا يقدر بثمن|فيديو

أكد الدكتور إياد أبو زنيط، المتحدث باسم حركة فتح، أن الموقف المصري منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة كان تاريخيًا ومبدئيًا، ويتماشى تمامًا مع الثوابت الوطنية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن مصر رفضت أي مساس بسيادة الفلسطينيين أو محاولة تهجيرهم خارج أراضيهم، واعتبرت أن هذه المحاولات تمثل تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.
جاء ذلك خلال تصريحات أدلى بها أبو زنيط للإعلامية نهى درويش، في برنامج "منتصف النهار"، المذاع على شاشة قناة "القاهرة الإخبارية"، حيث أشاد إياد أبو زنيط بالدور المصري على مختلف الأصعدة، في ظل ما وصفه بـ"حرب الإبادة" التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر.
دعم دبلوماسي وإنساني
وأوضح إياد أبو زنيط أن مصر لم تدّخر جهدًا منذ اللحظة الأولى في محاولة وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، سواء عبر الجهود الدبلوماسية، أو من خلال التحركات السياسية الإقليمية والدولية، مشيرًا إلى أن المبادرات المصرية لوقف إطلاق النار لاقت احترامًا واسعًا على الساحة الدولية، باعتبارها صادرة عن دولة تُدرك أبعاد الصراع، ولديها رصيد طويل من الانحياز للحق الفلسطيني.
وأضاف إياد أبو زنيط أن القيادة المصرية، وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، اتخذت موقفًا واضحًا لا لبس فيه، حين أكدت في أكثر من مناسبة رفض التهجير القسري للفلسطينيين خارج قطاع غزة، مشددًا على أن هذا الموقف يعبّر عن سيادة مصر القومية كما يعبّر عن أخلاقها الإنسانية.
رفض تام لأي إساءة لمصر
وحول محاولات الإساءة إلى الدور المصري في بعض المنصات، شدد إياد أبو زنيط على أن أي محاولة لتشويه موقف مصر مرفوضة تمامًا، وأن من يهاجم مصر لا يمثل الشعب الفلسطيني ولا يعبر عنه، لافتًا إلى أن القاهرة لم تتأخر يومًا في دعم القضية الفلسطينية، بل كانت على الدوام الركيزة الأساسية لحماية الحقوق الوطنية المشروعة.
وقال إياد أبو زنيط: "من يوجه السهام لمصر، بدلًا من مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، إنما ينساق ضمنيًّا مع المخطط الاحتلالي"، مشيرًا إلى أن هذه الحملات لا تخدم سوى إسرائيل، وتساهم في حرف البوصلة عن وجهتها الحقيقية، وهي مقاومة الاحتلال وفضح ممارساته الإجرامية.
معبر رفح مفتوح
وتابع إياد أبو زنيط بأن معبر رفح ظل مفتوحًا من الجانب المصري طوال الفترة الماضية، وأن العرقلة الحقيقية تأتي من الجانب الإسرائيلي الذي يتحكم في آليات عبور المساعدات ويضع الشروط الميدانية والسياسية التعجيزية، لافتًا إلى أن مصر قدّمت الدعم اللوجستي والطبي والغذائي بلا انقطاع.
وأكد إياد أبو زنيط أن تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي الرافضة للتهجير ليست تصريحات إعلامية فقط، بل مواقف عملية راسخة، ترسخت على أرض الواقع من خلال المساعدات، والتحركات السياسية، والضغوط الدولية التي مارستها القاهرة لوقف نزيف الدم الفلسطيني.
مظاهرات تل أبيب مريبة
وفي تعليقه على التظاهرات التي شهدتها مدينة تل أبيب مؤخرًا أمام مقر السفارة المصرية، اعتبر أبو زنيط أن هذه التحركات مدفوعة بأجندة واضحة لتشويه صورة مصر، مؤكدًا أن توقيت التظاهرات ومكانها يدعو للشك والريبة، خصوصًا أنها تأتي في ظل تصاعد الدعم المصري للفلسطينيين.
وتساءل إياد أبو زنيط: "كيف يتم استهداف دولة عربية مثل مصر، بينما الاحتلال الإسرائيلي يواصل جرائمه بحق الأطفال والنساء والمدنيين في قطاع غزة؟"، مشددًا على أن المظاهرات التي كان ينبغي أن تُوجّه ضد الاحتلال ومؤسساته السياسية والعسكرية، تم توجيهها للأسف نحو الدولة الوحيدة التي تقف مع فلسطين بكل وضوح.

مصر تمثل عمقنا العربي
واختتم الدكتور إياد أبو زنيط حديثه بالتأكيد على أن مصر كانت ولا تزال الحاضنة الأكبر للقضية الفلسطينية، موضحًا أن الفلسطينيين يرون في القاهرة عمقهم العربي والإنساني والسياسي، داعيًا إلى التوقف الفوري عن أي محاولات للمزايدة على الدور المصري، والاعتراف بما تقدمه من جهود حقيقية وميدانية على أرض الواقع.
وشدد إياد أبو زنيط على أن الوفاء لمواقف مصر ليس مجاملة، بل واجب وطني وأخلاقي، وأن الشعب الفلسطيني لن ينسى المواقف النبيلة التي تبنّتها مصر، رسميًا وشعبيًا، في أصعب لحظاته التاريخية.